بكل هدوء رحل عام 2014 عن عالمنا طاويا معه أحداثا ومتناقضات عشنا تفاصيلها بحلوها ومرها لنستقبل عاما جديدا نأمل أن يكون أجمل عن سابقه، ولولا الأمل ما أضيق الدنيا ولولا الرجاء ما أتعس الحياة.
رحل العام وأبرز أحداثه غياب عاهل البلاد المفدى عن البلاد لمدة تزيد على نصفه وكلنا أمل أن تكون عودته الميمونة فاتحة لعامنا القادم لتكتحل سيوح وجبال وبحار عمان بطلعته البهية، فقد اشتقنا بسمته واشتقنا جولاته واشتقنا حضوره الحنون في مشهدنا اليومي فقد ترك سيد البلاد فراغا موحشا ولكن الأمل في العودة هو العزاء الوحيد والذي نترقبه صباح مساء.
نأمل في العام الجديد أن نتخلص من كمية الاحتقان التي يختزنها البعض ضد كل شيء وعلى كل شيء وأن نتوقف عن تصيد عثرات الآخرين وأن يكون الاحتكام إلى مؤسسات الدولة هو الأصل وأن نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وأن يستمر هذا الشعب في تلاحمه وحبه وتآلف أفراد مجتمعه بكل مذاهبهم وأعراقهم.
نأمل في العام الجديد أن تختفي حوادث الطرق وأن يتوقف نزيف دماء أبنائنا على اسفلتها وأن يتوقف مسلسل الموت الذي يحصد الأرواح والأجساد والتي خلفت دمارا لمنازل أصبحت أثرا بعد عين وثكالى فقدت معيلها وأيتاما ينتظرون لمسة حنان أضاعتها رعونة طائش يقود سيارة في لحظة انتشاء مجنونة.
نأمل في العام الجديد أن تتطور خدمات الاتصالات وأن نكون في وضع يلبي الاحتياجات الحقيقية لهذا الوطن بعيدا عن التطبيل والإشادات القادمة من خلف الحدود والتي لا تعكس الواقع المر والذي كان أبرزه انهيار شبكة اتصالات إحدى الشركات ليوم كامل دون أن تكلف هذه الشركة حتى هذه الساعة توضيح سبب هذا الانهيار ولا حتى إرسال رسالة إعتذار للمشتركين مرورا بالخدمات المتردية وارتفاع أسعار المكالمات.
نأمل في العام الجديد أن ينتخب الشعب مجلسا يليق بطموحات عمان وأن تتراجع القبلية على حساب عمان الوطن وعمان المستقبل وأن نرى في المجلس الجديد دماء تساهم في بناء البلد بلا صريخ قاتل يستعطف أصوات الناخبين قبل مصالح الوطن ولا هدوء ممل لبعض الاعضاء الذين لم ينبسوا ببنت شفة خلال أربعة أعوام وإنما كوادر متسلحة بالحوار المنطقي المبني على الواقع البعيد عن الشطحات التي أصبحت تميز بعض الأعضاء فقد مللنا سماع الجعجعات بدون طحين.
نأمل في العام الجديد أن يتطور نظامنا التعليمي في كافة مجالاته بداية من توفير المعلمين لكافة المدارس والتي لا يزال حتى اليوم بعضها يعاني من نقص حاد في بعض التخصصات مرورا بالحافلات المتهالكة والتي انتهى عمرها الافتراضي مرورا بالفجوة الواضحة بين الكادر التعليمي وإدارة المؤسسة التعليمية مرورا بمبنى الوزارة والذي سيحتفل قريبا بعيده العاشر وهو جاثم بلا حراك.
نأمل في العام القادم أن تكون الخطوات التي سوف تتخذها الحكومة للحد من تأثير تراجع أسعار النفط لا تمس حياة المواطن ولا تقترب من لقمة عيشه ولا الخدمات المقدمة له وألا يكون انخفاض أسعار النفط شماعة لاتخاذ إجراءات يتحملها المواطن فهناك عشرات الخطط التي تستطيع الحكومة اتخاذها لسد العجز المتوقع فليس من العدل أن يكون المواطن هو أسهل الحلول وهو أقصر الطرق.
نأمل في العام القادم أن ينحاز كل مسئول للوطن وأن يتخذ من الشفافية والوضوح منهجا، خاصة وأننا نعيش في عصر الواتسب والتويتر والفيس بوك الذي أصبح يقيس على المرء عدد دقات قلبه ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.
نأمل في العام القادم أن يعم الأمن والأمان جميع دول العالم وخاصة بلاد المسلمين وأن يعود المشردون إلى منازلهم والمعتقلون إلى بيوتهم فقد سئم العالم مناظر الثكالى ودموع اليتامى وآن لهذا العالم أن يستريح من جور أبنائه.
نأمل ونأمل ونأمل......

علي بن سالم الراشدي