كتب ــ خالد بن خليفة السيابي:
المصور عدنان البلوشي من المصورين البارعين الذين لهم وقفات ضوئية في عدد من محافظات السلطنة، حيث قام بتوثيق عدد من المعالم وقدمها للمتلقي عبر الصورة، حيث حطت رحال عدسته مؤخرا في مسجد الخور في العاصمة مسقط.
وكما هو معروف أن مسجد الخور هو واحد من أقدم وأجمل المساجد في السلطنة، وكان يعرف في السابق باسم مسجد (الشهداء)، وذلك بسبب إقامة صلاة الجنازة في هذا المسجد على العمانيين الذين قتلوا في معارك طرد البرتغاليين عندما حاولوا غزو عمان بين القرنين السابع عشر والثامن عشر، ويقع المسجد بجوار قصر العلم مباشرة من الجانب البحري منه، ويُطلق عليه اسم مسجد الخور بسبب الفجوات المائية الداخلية الناتجة عن أمواج المد التي تصطدم بالساحل الصخري في محافظة مسقط.
وحول هذا التوثيق يقول عدنان البلوشي : توثيق المعالم بكافة أنواعها وأشكالها تستهويني منذ فترة طويلة سواء هذا التوثيق على المستوى المحلي أو العربي أو حتى العالمي، حيث قمت بالعديد من الرحلات الضوئية وقدمت من خلالها كما هائلا من الأعمال للساحة الفنية العمانية ومجموعة من أعمالي تحتضنها اليوم عدد من أروقة المباني المعروفة في السلطنة، أما مؤخرا قمت بزيارة مسجد (الخور) في محافظة مسقط وحاولت إبراز جمالية التصميم من الداخل والخارج وفي حقيقة الأمر أصابتني الدهشة من روعة جمال المشهد، حيث في وقت سابق سمعت عن عبقرية التصميم ولكن لم أتوقع أن يكون جماله يبحر بي إلى عوالم الجمال المثير الذي حرك ذائقتي الفنية ودفعني أن التقط عددا كبيرا من الصور والمشهد واحد يتمثل في عظمة التصميم والإخراج.
وأضاف : إبراز المعالم العمانية واجب على كل مصور وعلى صاحب العدسة أن يسخر بعض من وقته ويتقمص دور المرشد السياحي ويعرف العالم الخارجي بما تزخر به السلطنة من أرث وتراث وجمال متعدد المعالم، وأيضا بالصورة يستطيع المصور أن يعرف الأجيال القادمة بكنوز عمان وأصالتها وسمو عمرانها.
يذكر أن المصور عدنان البلوشي كان من أوائل المصورين العمانيين الذين قاموا بتوثيق مراحل صناعة كسوة (الكعبة المشرفة) وقامت جريدة الوطن بتناول الموضوع عبر صفحاتها في الحقبة المنصرمة.