د. خلفان بن محمد المبسلي:
بعد أن اقترب استكمال عمليات التطعيم ضد فيروس (كوفيد ـ 19) للمواطنين والمقيمين في البلاد، وبعد التناقص الحاد في عدد الاصابات المسجلة خلال الأسابيع الفارطة، وبعد أن تناسى أغلبنا أعراض الإصابة بفيروس (كوفيد ـ 19)، ويبدو من تلك المؤشرات المذكورة تلاشي الفيروس تدريجيًا من الساحة الصحية على وجه الخصوص.
عليه وجب أن نلفت الانتباه إلى متخذي القرار بوزارة التربية والتعليم بضرورة إلغاء نظام وضع التعليم الحالي (أسبوع بأسبوع) والذي من شأنه أن يترك آثارًا سلبية في نفوس الطلبة فترك الطالب لفصله الدراسي والتعليم المباشر لفترة أكثر من عامين تلك الأسباب كفيلة أن تعمل على خفض المستويات التحصيلية لأبنائنا الطلبة، كما ستؤثر على التفاعل التعليمي مما يعني خفض الدافعية نحو التعلم بحسب الدراسات التربوية والنفسية.
كما أنّ تعود الطالب على قضاء كامل يومه في البيت يسهر طوال الليل على أجهزة الاتصال يبحث عن التسلية من الألعاب..
وغيرها من مضيعات الوقت بعيدًا عن الرقابة الأبوية والمتابعة الأسرية من الممكن أن تعمل على بقاء الطالب قابع خلف أفكار محصورة بين التقاعس والتكاسل لا يعرف للجد سبيل ولا إلى التفوق طريق وستبقى أفكاره رهينة وضع مزري متكرر دون تفاعل أبوي أو تعلمي أو تعليمي أو زمالة مدرسية بل سيحلو له الانفراد أمام شاشات الألعاب دون خوف من ناب أو ظفر مما يبقى في إدمان على وضعه لا يفكر في تطوير ذاته علميًا ولا معرفيًا مكتفيًا بما يجد من تسلية تبعده عن طرق التعلم والتعليم.
إننا نرمي في هذا النص إلى طرق باب صحي من الضرورة بمكان دراسة وضعه بصفة عاجلة يتعلق بمستقبل أبنائنا الطلبة الذين نعول عليهم كثيرًا أن يحملوا راية العلم في هذا البلد المعطاء، متسلحين بالمعارف المتجددة حيث المعرفة العالمة تولد العطاء المعرفي في كل دقيقة حين تصبح دينامية متحركة مستمرة متسارعة فهم بحاجة الى التكيف والتأقلم مع المعرفة العالمة التي نعتمد عليها في صناعة المعرفة المدرسية للمنهاج المدرسي القابل للتحيين كل خمس سنوات أو أكثر وعليه وجب إلغاء نظام التعليم الحالي (أسبوع بأسبوع) للأسباب التي وردت في هذا النص.
فالوضع الطبيعي عاد تدريجيًا وبدأت الحياة تعود أدراجها رويدًا رويدًا بعد أن اطمئن الناس على صحتهم وسلامتهم خصوصًا مع عودة كثير من الأنشطة الاجتماعية وكثير من دول الجوار تخلصوا من كثير من الاحترازات المنصوص عليها سابقا لـ(كوفيد ـ 19).لذا من المهم جدًّا عودة الحياة المدرسية مع الحرص على الوقاية الصحية وذلك باتباع الارشادات السليمة مثل لبس الكمامة والتباعد الجسدي، كما أن الهيئة الإدارية والمدرسية بإمكانها دراسة الوضع من خلال تجربتهم الدراسية التي تجاوزت الشهر في نظام الأسبوع ومعرفة إمكانية عودة الدراسة بشكل طبيعي وتقديم مؤشرات ونتائج رقمية تساعد متخذي القرار على إقرار العودة المدرسية الطبيعية ونحن على يقين بأن إدارات المدارس تملك الإحصائية الكافية لعودة الحياة المدرسية بصفة عاجلة وهو ما نأمله جميعًا خصوصًا ما تعانيه الأسرة من بقاء الطالب وحيدًا في بيته وهو ما يعد بحسب الدراسات النفسية هدر لطاقته واستنزاف لقدراته التي يجب أن تستغل استغلالًا حسنًا فيما يجدي نفعًا..
وفي ذلك فليتأمل أولو البصائر والألباب.
[email protected]