د. سعدون بن حسين الحمداني:
تحتفل سلطنتنا الحبيبة بيوم الـ17 من أكتوبر من كل عام، بيوم المرأة العمانية وذلك تتويجًا لمساهمتها في النهضة والتنمية في السلطنة. ويعود تخصيص هذا اليوم إلى أمر أصدره المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ عام 2009، في ختام ندوة أقيمت بسيح المكارم بولاية صحار تكريمًا منه للمرأة العمانية وتقديرًا لدورها في السلطنة.
كما أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في خطابه الثاني، حيث قال: (نحرص على أن تتمتع فيه المرأة بحقوقها التي كفلها القانون، وأن تعمل مع الرجل جنبًا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها، مؤكدين على رعايتنا الدائمة لهذه الثوابت الوطنية التي لا نحيد عنها ولا نتساهل بشأنها). لذلك يُعد هذا اليوم شمعة مضيئة في التاريخ العماني ويضعها بمصافي الدول المدنية الحديثة.
وسوف أتطرق اليوم بمقالي حول أهم النقاط بفن الإتيكيت للمرأة العصرية ذات العقل السديد والأفكار المتجددة ضمن إطار ديننا الحنيف من إتيكيت الحضور وآداب الطعام والملابس.. وغيرها من السلوكيات الصحيحة التي تحتاجها المرأة العمانية بصورة خاصة والمرأة العربية بصورة عامة في زمننا الحالي.
حيث تؤكد المدارس الدبلوماسية المتخصصة بإتيكيت العطور بأن من الخطأ الشائع لدى الجميع تقديم العطر وأنواعه كهدايا؛ لأننا لا نعرف ذوق الطرف الآخر ومدى حبه للعطور، بالإضافة إلى أنه قد يكون لديه حساسية أو مرض جلدي، لذلك ينصح المتخصصون بفن إتيكيت العطور بعدم تقديم العطر كهدية إلا إذا عرفت المقابل معرفة دقيقة مثال الزوج والزوجة أو أفراد العائلة الواحدة.
ومن الواجب الانتباه إلى ما يلي: تُعد ملابسك هُوية شخصيتك، لذلك عليك اختيار ملابس أنيقة وبسيطة ونوعية راقية من القماش، بالإضافة إلى اختيار الألوان الصباحية التي تختلف عن المسائية، يجب أن تكون ملابس الدوام الرسمي غير ملابس الزيارات الشخصية، وملابس الحفلات النسائية الخاصة غير ملابس الحفلات المختلطة، وملابس الكليات والطلبة والدورات وحلقات العمل لها خصوصيتها وهُويتها أيضًا.
وحاذري الأمور الآتية: أن تقلدي أي امرأة مهما كانت نجمة سينمائية أو اجتماعية في كلامها أو طبيعة صوتها وحركاتها أو ملابسها، أن تسيري وكتفاك ورأسك متجهان إلى الأمام، أن تضعي كعبك على الأرض قبل وضع مقدمة الأصابع، الابتعاد عن لبس الحذاء العالي في العمل مع البدلات الصباحية، الابتعاد عن النبرة الأنانية في الصوت، وكلمة (أنا) أمام الجميع، الابتعاد عن حب الذات والكبرياء والتعالي عن بقية أصدقائك؛ لأن ذلك يقلل من شخصيتك، الابتعاد عن استعمال الهاتف النقال في الاجتماعات الرسمية أو الحفلات والدعوات الاجتماعية إلا في الحالات الطارئة، لا تبالغي في وضع ماكياج رخيص النوعية؛ لأنه يدمر ويضر البشرة، لا ترشِّي العطر على ملابسك، بل رشِّيه خلف الأذن، عليكِ أن تعودي نفسك على السير بجذع مستقيم بدون تصنع، ورأس عالٍ من غير شموخ وتكبر، وأن تضعي كتابًا ثقيلًا على الرأس ثم تسيري بقامة منتصبة في ليونة ومرونة لثلاث دقائق تقريبًا، حركة اليدين تكون قليلة وملتصقة مع الجسم وحركة الكفين فقط تكون بحرية أفضل في الحركة، احرصي على التعامل مع الجميع بروح ونية الأخوة الصادقة بعيدًا عن المصالح الأنانية وحب الذات، امتنعي عن مضغ العلكة أمام الآخرين، قبول النصيحة والنقد الإيجابي دائمًا؛ لأنه هذا من دلالات الشخص المثقف الأكاديمي، دائمًا استخدمي كلمات الشكر والاستئذان وأيضًا (لو سمحت) أو (ممكن من فضلك) لأن فيها دلالات كبيرة على حسن التربية، احرصي على البساطة في مظهرك العام، الابتعاد عن لبس الذهب أو الإكسسوارات المبالغ فيها، اهتمي كثيرًا بجمال وجهك بالاعتماد على نوع البشرة وشكل الوجه والعينين وغالبًا ما يكون المكياج الصباحي هادئًا جدًّا بعيدًا عن الأصباغ والابتذال فيه، الكارثة الكبرى في جمال الوجه هو وضع مكياج صارخ والذهاب إلى الأسواق أو العمل، تهذيب لباقة اللسان ونبرة الصوت أن تكون في غاية الهدوء.
ويستحسن من المرأة العمانية بصورة خاصة الاهتمام كثيرًا بفن الحديث ولغة الجسد؛ لكونه من أهم سمات الشخصية المثالية للمرأة العربية العصرية المتحضرة والخروج من البوتقة التي عاشت فيها لسنوات طويلة وببساطة أقول: إن عليها الاقتداء بالسيدة الجليلة حرم جلالة السلطان المعظم ـ حفظهما الله ورعاهما ـ وجعلها المثال الأمثل لها بالحضور واختيار الألوان ولغة الجسد، فهي قمة في إتيكيت بفن الحديث ولغة الجسد وإتيكيت الألوان، وهذا ما نشاهده خلال ظهورها على شاشات التلفاز العماني الرسمي في عدة أنشطة اجتماعية وإنسانية أو رسمية.
وفي الختام على المرأة العربية الإسلامية قدر الامكان الالتزام بالحشمة والتواضع، والابتعاد على التباهي بما تملكه من جمال ومال، وحب الذات والأنانية وحياكة الأقاويل السيئة التي لا تمتُّ بأي صلة لديننا الحنيف، والحجاب ليس بالملابس فقط، وإنما حجاب اللسان والقلب والروح، والعمل بكل إخلاص وجديه والتقرب إلى عامة الناس بحسن النية لغرض الاستفادة والافادة بنفس الوقت.