محمد بن زهران الرواحي:
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا( (الأحزاب ـ 45)، وقال الله عزَّ وجل أيضًا:(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي

الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)) الجمعة ـ 2).

وقد درج الناس الاحتفال بمولد النبي (صلى الله عليه وسلم) في بقاع كثيرة من الأرض، حيث إنّ ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) ميلاد أمة وميلاد
شعب وميلاد مجتمع وميلاد أسرة.. كيف ذلك؟ سؤال وجيه، وللإجابة عنه أقول وبالله التوفيق: إن ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) ميلاد أمة، ذلك

لأنه بميلاده (صلى الله عليه وسلم) علّم الأمة كيف تعيش مع بقية الأمم، وميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) ميلاد شعب، ذلك لأن النبي (صلى الله
عليه وسلم) بميلاده علّم الشعوب كيف تعيش مع بعضها البعض، وميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) ميلاد مجتمع، لأنه بميلاده (صلى الله عليه وسلم) علّم المجتمعات كيف تعيش مع بعضها البعض، وميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم) ميلاد أسرة، ذلك لأن النبي (صلى الله عليه وسلم)

بميلاده علّم الأسرة كيف تعيش مع بقية الأسر، هذا هو ميلاد النبي (صلى الله عليه وسلم).

وعندما يتذكر الناس يوم مولده) صلى الله عليه وسلم) أو يوم مبعثه إنما هم يتذكرون خروج الناس من عبادة الأصنام إلى عبادة الله الواحد الأحد،

ومن عبادة البشر إلى عبادة رب البشر، ومن عبادة النار إلى عبادة خالق النار، ومن عبادة الحيوان إلى عبادة خالق الحيوانات.

وعندما يتذكر الناس يوم ميلاده (صلى الله عليه وسلم) يتذكرون كذلك تلك الانتصارات العظيمة التي ملأت الدنيا شرقًا وغربًا، وأصبحت شاهدًا إلى

وقتنا هذا في الصين وفي الهند وفي روسيا وفي أوروبا، وفي كل بقعة بلغت فيها كلمة الله.

هذا هو ذكرى ميلاده (صلى الله عليه وسلم).. فلنتعلم منه (صلى الله عليه وسلم) الدروس والعبر والعظة، ولنتعلم منه كل شيء يبلغنا إلى معرفة الله

عز وجل أكثر وأكثر، هكذا يكون ذكرى ميلاده (صلى الله عليه وسلم)، وإلا فلا.

إن ذكرى ميلاده (صلى الله عليه وسلم) حياة تُذكر في كل آنٍ وحين، وفي كل زمان ومكان، وفي كل وقت وساعة، ألم يقل الله عز وجل:(إِنَّ اللَّهَ

وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

فما دام الله عز وجل، وملائكته الكرام يصلون عليه (صلى الله عليه وسلم) وفي ذلك إشارة إلى علو منزلته فالأولى بنا أن نصلي عليه دائمًا وأبدًا، لا

نفتر عن ذلك ما حيينا وما بقينا.

أسأل الله عز وجل أن يعيد لهذه الأمة مكانتها العالية بين الأمم، وأن ينصر عباده المجاهدين في سبيله في كل مكان.

* باحث شؤون إسلامية