أخت زوجتي ستتزوج قريبًا وهي متخوفة من نوعية الشخص الذي ستتزوج به وحتى أكون واضحة معكم فقد سألتني ما إذا كان يصح الزواج برجل يؤيد بشدة الاحتفال بمولد النبي (صلى الله عليه وسلّم)، والصعوبة تكون فيما إذا كان يمكن للمسلمة أن تتزوج بمن يقيمون الموالد، وفي هذه المناسبة يُدعى الناس لحضور الاحتفال حيث تُقرأ بعض الأحاديث، ويقال الدعاء، فهل يجوز للمسلمة الزواج ممن يفعل هذا الفعل؟
هذا كلام عجيب، هل معنى ذلك خرج من ملة الإسلام حتى يُسأل عن جواز الزواج بمن يفعل ذلك؟ ولا ريب ـ كما قلت ـ إن السلف الصالح ما كانوا بحاجة إلى أن يقيموا لهذه المناسبات احتفالات لأنهم كانوا قريبي عهد، فلئن كان هذا الاحتفال تُردد فيه قصة مولد النبي (صلى الله عليه وسلّم) وما كان من تفانيه في الدعوة، وما كان من إبلاغ الإسلام للناس فإن ذلك لا يضير شيئا حتى يقتدي الناس بشخص الرسول (صلى الله عليه وسلّم) في ما قام به، أما كانت هنالك أشياء تخرج عن الحق إلى الباطل أو تخرج بصاحبها من الإسلام إلى الكفر بالله تعالى كأن يُجعل النبي (صلى الله عليه وسلّم) في مقام الألوهية أو أن يُجعل شريكاً لله في ملكه أو يُجعل لله في تصريف هذا الكون أو في إيجاد هذا الكون فذلك بطبيعة الحال لا يُقره مسلم مؤمن بالله واليوم الآخر، وأنا أدعو جميع المسلمين إلى التسامح فيما بينهم حتى لو اختلفوا في أمور من الرأي أن لا يدفعهم هذا الاختلاف إلى الشقاق والتمزق وتكفير بعضهم بعضا وتضليل بعضهم بعضاً، عليهم أن يتقوا الله سبحانه، وأن يحرصوا على اجتماع الشمل والألفة بين قلوبهم فإنه سبحانه وتعالى يقول:(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء ـ 92)، ويقول:(وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) (المؤمنون ـ 52)، ويقول:(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (آل عمران ـ 103) ويقول:(وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (آل عمران ـ 105).
جماعة من التجار يتناوبون في أداء صلاة الجماعة حتى أنهم يصلون اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وذلك حتى لا تقفل محلاتهم، فيأتي الرجل من ذلك المحل ليصلي مع آخر من هذاالمحل ..وهكذا دواليك ويقوم التناوب على هذا الأساس، ومنهم من يصلي منفردًا، حيث أنهم يصلون قصرًا دون جمع. والمكان واحد المسجد ليس ببعيد، فما قول سماحتكم؟
يُؤمرون أن يذهبوا إلى المسجد ما داموا يسمعون النداء، ولا عذر لهم اللهم إلا إن كانت ضرورة لا محيص عنها، أما من أجل التجارة فالتجارة لا تستمر في جميع الأوقات،وينبغي في أوقات الصلوات أن تعطل التجارة من أجل الصلاة.. والله تعالى أعلم.