القدس المحتلة ـ أ.ف.ب: مع غروب الشمس، يتولى القبطان الفلسطيني محمد النحال دفة القيادة في قاربه المتهالك، منطلقا من ميناء الصيادين في غزة في رحلة صيد ليلية قبالة القطاع الساحلي المحاصر من الاحتلال.
المهمة محفوفة بالمخاطر. يتشبث أفراد الطاقم التسعة، وجميعهم من عائلة واحدة، بقضبان معدنية صدئة، ويجهز بعضهم الشباك للصيد. يتقدم المركب نحو الغرب في عرض البحر رغم ارتفاع الأمواج وهو يجر وراءه خمسة مراكب صغيرة. في الأفق، تتلاشى الشمس ويتلألأ القمر في السماء. وتعتاش آلاف العائلات من صيد السمك في قطاع غزة حيث تنتشر البطالة وتبلغ نسبتها في صفوف الشباب أكثر من 50 في المئة. ويشكّل مردود صيد الأسماك قرابة 7,5 في المئة من الناتج الداخلي في القطاع.
ويفرض الاحتلال الإسرائيلي حصارا مشددا برا وبحرا وجوا على القطاع الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة.
وبعد خمسة أشهر على انتهاء آخر عدوان إسرائيلي على القطاع ، بات الاحتلال يسمح بمساحة صيد تصل قبالة بعض شواطئ القطاع إلى حوالى 15 ميلا بحريا.