يُعدُّ معرض "إكسبو 2020" الذي تستضيفه مدينة دبي من الأحداث البارزة في العالَم فيما بعد جائحة كورونا؛ لِمَا يتضمَّنه من معروضات ولقاءات وإبداعات رائدة تأسر العقول من ربوع المعمورة كافَّة. فكثير من الدول تحرص على المشاركة الفعَّالة في هذا المعرض، حيث يتميَّز "إكسبو دبي" بكونه ليس معرضًا متخصصًا يرتبط بقطاع معيَّن، وإنَّما هو معرض شامل يحوي بَيْنَ جنَباته كُلَّ الإبداعات الحضاريَّة التي تعكس القدرات الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والفنيَّة والثقافيَّة، التي تملكها الدول المشاركة. فهو معرض مؤثِّر في مجالات عديدة ومختلفة، وعلى رأسها الاستدامة وتقنيَّة المعلومات والطَّاقة والغذاء والتكنولوجيا الحديثة، ويتعامل مع منطلقات التِّجارة الحديثة ومعطيات ما بعد جائحة كورونا، فالمعرض يمثِّل عودة للحياة الطبيعيَّة بعد الجائحة.
فالمشاركة في "إكسبو دبي" يُمثِّل فرصة مهمَّة لدول العالم تحرص على الاستفادة من مردوداته، كحلقة وصْل بَيْنَ الدول، في مجالات وقطاعات مختلفة. ومن هذا المنطلق حرصت السَّلطنة على الاستعداد الجيِّد للحدث، فبدأت الاستعداد منذ 2016، ممَّا كان له الأثر الأكبر في الظُّهور اللافت للجناح الذي استقطب خلال 19 يومًا منذ انطلاق المعرض في الأوَّل من أكتوبر الجاري 182 ألفًا و348 زائرًا، وهو رقم يؤكِّد التَّنظيم الجيِّد للجناح الذي حرص القائمون عليه أنْ يعبِّر عن السَّلطنة ومقوِّماتها وقدراتها كافَّة، وأنْ يعكس شخصيَّتها الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة والحضاريَّة، حيث يهدف الجناح من خلال مفهومه المبتكر تقديم تجربة ثريَّة للزَّائر عبر الزَّمان والمَكان من خلال توظيف تقنيَّات الواقع الافتراضي والمختلط، لتسليط الضَّوء على السَّلطنة من خلال التَّاريخ والموارد والطبيعة الخلَّابة، بالإضافة إلى الكفاءات وقدرات الابتكار والنَّظرة المُتفائلة للمستقبَل.
إنَّ هذا المعرض، الذي يُقام للمرَّة الأولى في الشَّرق الأوسط في دولة الإمارات العربيَّة المتَّحدة الشقيقة، فرصة مواتية تسعى السَّلطنة من خلاله إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، أهمُّها التَّعريف بالإنجازات الحضاريَّة والتنمويَّة التي حقَّقتها على جميع الأصعدة وفي كُلِّ المجالات، فضلًا عن التَّعريف والتَّرويج للسَّلطنة كوجهة سياحيَّة واستثماريَّة واعدة ومميَّزة في المجـالات الاقتصاديَّة المختلفة، وكذلك تعزيز شبكة العلاقات الإقليميَّة والدوليَّة للسَّلطنة ومؤسَّساتها المعنيَّة بالموضوعات والقضايا التي يتناولها معرض "إكسبو"، وإبراز إنجازات وتطلُّعات السَّلطنة في تلك الموضوعات والقضايا، وكذلك التَّواصل والتَّفاعل مع المجتمع الدولي من خلال منصَّة "إكسبو" حول القضايا والموضوعات ذات البُعد الدولي والإقليمي.
لا شكَّ أنَّ المعرض فرصة كبيرة لتحقيق المكاسب الاقتصاديَّة وجذب الاستثمارات التي ستتحقَّق من جرَّاء الفعاليَّات التي ستنظَّم من قِبل وزارة التِّجارة والصِّناعة وترويج الاستثمار والمُدن الصناعيَّة والمناطق الاقتصاديَّة والحرَّة، بالإضافة إلى القطاع السِّياحي الذي يُعدُّ أحد القطاعات الرئيسيَّة التي يمكن التَّعويل عليها في تحقيق تلك المكاسب، لكنَّ هذه المشاركة لَنْ تقتصر على الاستفادة من الجوانب الاقتصاديَّة فقط، فقد حرص القائمون على الجناح العُماني على تقديم محتوى ثَري يعدِّد إنجازات المؤسَّسات العُمانيَّة المختلفة ويجسِّد رؤية "عُمان ٢٠٤٠"، ويُطْلع الزوَّار على نماذج الأعمال المتميِّزة ومبادرات عمانيَّة شابَّة مختلفة تُبرز ارتباط الإنسان العُماني بتاريخه وهُوِيَّته.