[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
ماذا ينتظر العراقيون في السنة الرابعة بعد خروج القوات الأميركية؟ وما هي التداعيات التي تضرب بهذا البلد على خلفية غزوه من قبل الولايات المتحدة ربيع عام 2003؟
انتظر الكثير من العراقيين أن تكون السنة اللاحقة لخروج القوات الأميركية، سنة مراجعة من قبل الذين ساندوا وازروا ودعموا مشروع الاحتلال الأميركي للعراق، بعد أن خرجت هذه القوات مهزومة اواخر عام 2001.
توقع البعض أن يشهد عام 2012، خروج بعض السياسيين من عباءة الغزو وتغيير قناعاتهم التي شربوا منها خلال سنوات الاحتلال المؤلمة، خاصة بعد أن تأكد للقاصي والداني خيبة المشروع بل كارثيته، وأن أدواته لم يتركوا أثرا حسنا لا في الحياة السياسية ولا الاقتصادية، وكل ما جاؤوا به عبارة عن خراب وقتل ودماء وسرقات عابرة لكل ما حصل في التاريخ.
اعتقد البعض أن السياسي الذي ارتكب الخطأ الأكبر بعمله تحت سلطة المحتل سرعان ما يستغل الفرصة ليعمل جاهدا على ترميم صورته المخزية، وأن خروج المحتلين تمنحه فرصة للاعتذار من الشعب في الحد الادنى، بل إن الفرصة مواتية لتقديم بيانات يعرض فيها ندمه، وقد يصل الأمر بالسياسي للانسحاب من العمل السياسي بسبب تورطه في خدمة مشروع الغزاة، وقد يبادر البعض لعرض نفسه ومن معه من أدوات مرحلة الغزو لمحاكمات عادلة، لأن قانون العقوبات العراقي ينص على إنزال العقوبة القصوى بحق كل من سهّل غزو البلد واجرى اتصالات مع دول خارجية تخطط لاحتلاله، وهذا القانوان لا يقتصر على العراق بل أن غالبية دول العالم تعتمده في تعاملاتها القانونية مع ابناء البلد الذين يتعاونون مع اعداء البلاد.
الذي حصل في العراق خلاف كل ذلك تماما.
لم يعتذر أحد من السياسيين ولم ينتقد أحد منهم جرائم الاحتلال ولم يتوقف مسلسل النهب وسلب ثروات العراقيين ولم تتوقف الانتهاكات الواسعة والخطيرة، ولم يتفوه سياسي واحد بما يشي بعمل جاد لنفض غبار زمن الاحتلال الأسود وأيامه الغابرة.
الذين دخلوا العملية السياسية يلهثون وراء المناصب والمكاسب ، ما أن تأتي دورة انتخابية حتى يحاولون الاقتراب من الناخبين ، وما أن يحصلون على المنصب الذي يلد لهم الذهب حتى يسارعوا لكنس العلاقة مع الناس وقطعها تماما.
يتمسكون بالدستور والعملية السياسية رغم أنها أساس بلاء العراقيين، لأنها تتيح ألف نافذة ونافذة لتحقيق المصالح الشخصية وتغلق جميع الابواب امام أي نافذة للبناء والتنمية.
العراق يدخل السنة الرابعة بعد الغزو وما زال يوغل في نفق الظلام والخراب ، دون أي ملمح للخروج منه والتخلص من الدرنات السيئة الخطيرة.
عام 2015 هو العام الرابع بعد انتهاء حقبة وجود قوات الغزو الأمريكي في العراق.
وهناك آلاف الأسئلة التي تبحث عن إجابات دقيقة.