جلالة السلطان أكد أهمية إيجاد قنوات اتصال معهم لتلبية متطلبات مسيرة التنمية
■ الشباب العماني أسهم فـي صياغة رؤية 2040 وبلورة مقتضياتها

مسقط ـ العمانية:
السلطنة اليوم تحتفل بيوم الشباب العُماني، الذي يصادف الـ26 من كل عام، ليؤكد رؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ واهتمامه البالغ بالشباب والعمل على تحقيق آمالهم وطموحاتهم وتفعيل كل ما من شأنه إيجاد شراكة حقيقية فاعلة في بناء النهضة العُمانية المتجددة.
وإشارة إلى دورهم في مسيرة التنمية لكونهم حاضر الأمة ومستقبلها، أكد جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في اجتماع مجلس الوزراء المنعقد في الـ12 من أكتوبر الجاري، على أهمية إيجاد آليات وقنوات اتصال معهم لإيضاح كافة الجهود المبذولة لتلبية متطلبات مسيرة التنمية فـي مختلف القطاعات، والاستماع إلـى تطلعاتهم واحتياجاتهم، ‏موجها ـ أبقـاه الله ـ بقيام أصـحاب المعـالي والسعادة المحافظين وبمشاركة الجهات المعنيـة بعقـد لقـاءات دورية مع الشباب لهذا الغرض ومناقشة المواضيع التي تحظى باهتمـامهم، ‏والاستماع إلى آرائهـم ووجهات نظرهم، بمـا يساعدهم على أداء دورهم المنشود في الإسهام بمسيرة البناء والتنمية الشاملة لهذا الوطن العزيز.

وقد أكد جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ في خطابه الثاني، في الـ23 من فبراير 2020، على أن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، مع العمل على الحرص للاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم، وسيجدون العناية التي يستحقونها.
كما أكد جلالته ـ أعزَّه الله ـ أن الحكومة ستولي كل الاهتمام والرعاية والدعم، لتطوير إطار وطني شامل للتشغيل، باعتباره ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني، يستوجب استمرار تحسين بيئته في القطاعين العام والخاص، ومراجعة نظم التوظيف في القطاع الحكومي وتطويره، وتبني نظم وسياسات عمل جديدة تمنح الحكومة المرونة اللازمة والقدرة التي تساعدها على تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد والخبرات والكفاءات الوطنية، واستيعاب أكبر قدر ممكن من الشباب، وتمكينهم من الانخراط في سوق العمل؛ لضمان استقرارهم، ومواكبة تطلعاتهم؛ استكمالًا لأعمال البناء والتنمية.

إن المتتبع لنهضة عُمان منذ بداياتها المباركة، يدرك أنها بُنيت بسواعد شبابها في كافة الميادين، وهذا ما أكدته خطابات السلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ على أن الشباب العُماني هم عماد الوطن وسبيل تقدمه، وما النتائج الإيجابية الملموسة في كل بقعة على أرض عُمان، شمالها وجنوبها، شرقها وغربها، سهولها وجبالها وحواضرها المتعددة إلا خير مثال على ذلك.
لم ينحصر الأمر في مسارات محددة وإنما أسهم الشباب العُماني في الاشتغال على الاستراتيجيات الوطنية والخطط الخمسية ومواكبة تطورها تصاعديًّا، ورؤية 2040 خير مثال على ذلك.

وفي كلمة سابقة لصاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب بمناسبة يوم الشباب العُماني، أكد سموه على إيمان سلطنة عُمان الراسخ والثابت بالدور الحيوي للشباب في مواصلة مسيرة البناء لنهضة عُمان المتجددة، ووضع تطلعاتهم وآمالهم نحو مستقبل أكثر إشراقًا يسهمون فيه لرفعة وازدهار عُمان. مؤكدًا سموه أن الحكومة أولت اهتمامًا كبيرًا بالشباب منذُ بداية النهضة المباركة، وسخرت لهم كافة الإمكانات التي تمكنهم من القيام بمسؤولياتهم في الرقي بمسيرة البناء والتنمية ومواصلة الإنجازات وصولًا لأهدافهم وطموحاتهم.

وقال سموه إنه استمرارًا لذلك النهج الحكيم، أكد الخطاب والتوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على الاهتمام بالشباب ومواصلة تقديم الرعاية لهم واعتبارهم ثروة الوطن وموردها الذي لا ينضب، وقد تُوج هذا الاهتمام بإنشاء وزارة الثقافة والرياضة والشباب لتكون المظلة الراعية لطموحاتهم وإبداعاتهم وتطلعاتهم في مختلف المجالات. ومما يؤكد على الدور الحيوي للشباب، فقد شارك الشباب العُماني في صياغة وبلورة رؤية عُمان 2040، والتي تعول الحكومة عليهم للتقدم والنمو والازدهار، حيثُ ركزت الرؤية على أهمية تطوير معارفهم ومهاراتهم ودعمهم لتبني مشاريع ومبادرات وطنية تُسهم في دفع عجلة التنمية مع مواكبة التطور الذي يشهده العالم في مجالات الثورة الصناعية الرابعة والعلوم وظهور نشاطات اقتصادية جديدة.

وتشير الإحصائيات الوطنية إلى أن إجمالي الشباب العُماني وحسب تعداد 2020 قد بلغ، 549,969، ومنهم من أسهم بشكل مباشر في صياغة رؤية 2040 وبلورة مقتضياتها، فهم المحرك الرئيس والشريك الفاعل لأهم أهدافها، التي تعمل على إيجاد خطوط عريضة واضحة المعالم لمواكبة العالم المتسارع حيث الابتكار والتجديد، تلك المساهمة جاءت من خلال الاستفادة من المهارات والمعارف المتعددة التي يمتلكونها، في شتى حقول المعرفة.

فالرؤية المستقبلية جاءت لتؤسس لمجتمع معرفي ممكّن، لإنسانه المبدع، المعتز بهويته وثقافته، الملتزم بمواطنته وقيمه، ينعم بحياة كريمة ورفاه مستدام، عماده رعاية صحية رائدة وحياة نشطة، مع ذلك التعليم الشامل والضامن لمنظومة تعلم مدى الحياة؛ وهنا يستطيع الشباب العماني تنمية مهارات المستقبل، ويُسهم بكل اقتدار في تعزيز البحث العلمي وبناء القدرات الوطنية التي ستعزز الجوانب الأخرى للرؤية، مع تحقيق النمو الاقتصادي والرفاه الاجتماعي، في دولة تتصف أجهزتها بالمرونة والمسؤولية التامة، وحوكمتها شاملة، وأداؤها كفؤ، وإعلامها فاعل متجدد يكتشف مواهب الشباب ويقترب منهم ويجد لهم سبل الحوار الذي يكفل إيصال صوتهم الذي تتقاطع أفكاره ذلك المجتمع المدني، الممكّن والمشارك في كافة مناحي الحياة، مع التأكيد على الوصول إلى مستويات متقدمة من التنمية الإنسانية، وهذا من شأنه أن يعزز وجود الشباب العُماني في كافة الميادين. وأكدت رؤية عمان 2040 على مجال البحث العلمي والتطوير، بحيث لا بد من إحداث نقلة كمية ونوعية في هذا المجال، من خلال التركيز على توفير مصادر تمويل متنوعة ومستدامة، تدعم عمليات البحث العلمي التطبيقي المعزز للابتكار في المجالات المختلفة، وتوثيق وتعزيز أواصر الشراكة الحقيقية بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية ومؤسسات القطاع الخاص، كما أن تضافر الجهود بين الأطراف المختلفة في نشر الوعي حول دور الأفراد والمجتمع في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والنهوض بها - يستوجب بناء نظام تعليمي محفز، ونظام تدريب مني، يُعنى بإكساب الأفراد مهارات عالية، تساعدهم على دخول أسواق العمل، وتمكنهم من رفع مستويات الإنتاجية وتحسين كفاءة الاقتصاد بشكل عام، وإيجاد منظومة وطنية تُعنى بالموهوبين والمبدعين وأصحاب الأفكار الريادية، وتوظيفا أفضل للقدرات الوطنية.

وللشباب العُماني استحقاقات داخلية وخارجية أضافت إلى وجوده النوعي في مفرداتها، فقد سجلت السنوات الخمس الماضية بصمته في عدد من الأعمال التي جاءت تحت مظلة وزارة الثقافة والرياضة والشباب ومن بينها المشاركة على سبيل المثال (شكرًا شبابنا) بمشاركة 746 شابًّا وشابة، و(مناظرات عمان) بمشاركة 53 شابًّا وشابة، و(جائزة الإجادة الشبابية) بمشاركة 20 شابًّا وشابة، و(يوم الشباب العماني) (2015 – 2020) بمشاركة 193 شابًّا وشابة، و الباحث العماني والمؤلف الشاب بمشاركة 7 من الشباب والشابات، بإجمالي 1019 شابًّا وشابة.

كما أن للشباب العُماني في جميع محافظات سلطنة عُمان عدد كبير من المبادرات الشبابية والتي لاقت اهتمامًا مجتمعيًّا وإعلاميًّا، فقد وصل عددها في عام 2020 بشكل إجمالي ما يزيد عن 360 مبادرة متنوعة في شتى المجالات الشبابية الإبداعية استهدفت 67410 شباب وشابات بشكل مباشر وغير مباشر.
كما أوجدت البرامج والمسابقات المحلية أكثر من 260 باحثًا ناشئًا ومبتكرًا من فئة الشباب العُماني، في مناشط ومشاركات متنوعة ومنها على سبيل المثال مسابقة مختبر الجدران المتساقطة، وماراثون أفكار التنوع الأحيائي، وجائزة الغرفة للابتكار، وبرنامج تحويل مشاريع التخرج الطلابية في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة إلى شركات ناشئة، ومسابقة ابتكار تطبيقات ذكية لمواجهة جائحة كوفيد19، ومنتدى لندن الدولي للعلماء الشباب، ومنتدى لينداو الألماني لحملة نوبل.