عبدالله بن مصبح الفزاري:
(إن الشباب هم ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب وسواعدها التي تبني، هم حاضر الأمة ومستقبلها، وسوف نحرص على الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم ولا شك أنها ستجد العناية التي تستحق).. (من خطاب جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه).
مواقف كثيرة أثبت فيها الشباب العماني أنّهم سواعد الوطن وهم من حملوا السلاح ليحموا هذا الوطن، وهم رسموا الوطن على جبينهم حبَّا، ونقشوا أعمالهم بمختلف الصور ليمجدوا هذه الارض ومن سكن بها.
فبعد الحالة المدارية (شاهين) التي ضربت عددًا من ولايات السلطنة، وخلّفت خسائر بشرية وأضرارًا مادية، أوجدت أيضًا حالة غير طبيعية من التكاتف بين العمانيين، الذين أطلقوا على مدى الأيام الماضية قوافل وحملات تطوعية كلٌّ في مجاله من كافة الولايات لدعم المتضررين، ومن ضمنهم شباب جامعيون من كافة ولايات السلطنة شاركوا في حملة (وياكم) والتي أطلقتها مجموعة (نماء)، حيث تطوعوا بإصلاح الاضرار الكهربائية داخل منازل المتضررين، في حين كان هناك من الوافدين من استغل الموقف برفع الأسعار.
وكان واضحًا للكل كفاءة الشباب العماني وجودة أعمالهم وبكل إخلاص ومحبة وبطريقة كانت احترافية ومطابقة للمواصفات الكهربائية العمانية، كما كان جليًا منهم إعادة اصلاح ما تضرر وما عبثت به العمالة الوافدة التي لا يهمها إلا الربح المادي مخلّفين وراءهم توصيلات غير آمنة، وما نراه من حوادث الحريق والصعق الكهربائي إلا نتاج ما خلّفه هؤلاء العمالة غير المؤهلين.
وهذا نموذج من الشباب العماني ودليل أن الشباب العماني على قدر كبير المعرفة والشغف وتحمّل المسؤولية والسعي لبناء لبنة الوطن والذي هو من أولوياتهم، ورغبتهم بتطوير وطنهم ليرتقي بمستوى الدول المتقدمة، وهم من قادوا أنفسهم وثبتوا في كل الظروف الصعبة، وتنوعوا في تذليل الصعاب التي تواجههم، فكانت انجازاتهم يشهد لها على مستوى الوطن العربي والعالمي.
ولذا يتطلع المجتمع العماني بأن يولوا شبابنا عناية خاصة وأن تُتاح لهم كافة الفرص لكي يؤدوا دورهم على الوجه المرضي في مستقبل بلادهم فهم الشباب العماني، عطاء مستمر بلا توقف وبلا حدود، فهنيئًا لعمان بشباب لا يزال يكافح من أجل وطنهم.

كاتب عماني