مسقط -العمانية: يتناول كتاب (محطات قيادية من المدرسة الخليلية) للباحث والكاتب العُماني بدر بن سعيد بن شيخان الصالحي، شخصية الإمام محمد بن عبدالله بن سعيد الخليلي من زاوية تربوية قيادية، حيث جمع أخبار الإمام المتناثرة في الكتب والدراسات، ورصد أخباره المنقولة عبر ألسن المعاصرين، بالإضافة إلى تضمين مجموعة من أقواله ونصائحه التي تضمنتها عهوده ومراسلاته الرسمية وغير الرسمية، ثم صاغها بفكرة مبتكرة تجعل القارئ يبحر في أعماق هذه الشخصية العظيمة دون كلل أو ملل، ويتعرّف عليها عن قُرب وكأنه فرد من أفراد تلك الحقبة المباركة. تعتبر فكرة الكتاب الأولى من نوعها في دراسة الشخصيات العمانية العلمية والقيادية، حيث تناول الكتاب أقوال الإمام وأفعاله وإدراجها تحت أقسام متعددة، وكل قسم عبارة عن محطة وقوف في رحلة القراءة في شخصية الإمام القيادية، وتمثّل كل محطة سمة من السمات القيادية التي أثبتتها الدراسات المتخصصة في تحليل سمات الشخصية القيادية. وقد بلغت محطات الكتاب 55 محطة قيادية، سيتزوّد القارئ منها بالكثير من الفوائد والعِبر التي لا بد وأنها ستؤثر فيه إيجابًا في نواحي حياته المتعددة، فبين دفتي الكتاب ثروة علمية كبيرة تهمّ كل قائد ومربٍّ وطالب علم، جمعت بين المتعة والفائدة. أما عن مباحث الكتاب، فقد تناول الكتاب ثلاثة مباحث رئيسة، تضمن المبحث الأول لمحة حول الإمامة الإباضية، بينما قدّم المبحث الثاني ترجمة موسّعة عن الإمام الخليلي رحمه الله، أما المبحث الثالث فتناول المحطات التي تحدثت عن سمات الشخصية القيادية. وحول تكوين فكرة الكتاب يشير الباحث العُماني خالد الصالحي إلى عبارة مفادها (أن الدول المتقدّمة تبتكر الأساليب المتعددة للتعريف بأعلامها المعاصرين والغابرين، وتقديم أعمالهم للصغار والكبار، للمختصين وغير المختصين، للمواطنين والأجانب على السواء، حتى صرنا نأخذ ما عندهم ونعرف عنهم أكثر مما نعرف عن أعلامنا). بهذه الكلمات استهلّت دار الفكر بسوريا أولى حلقاتها الموسومة بـ (علماء مكرّمون)، ومن هذا المنطلق تكوّنت فكرة الكتاب، حيث تناول شخصية أحد القادة الأفذاذ في التاريخ العماني الحديث، شخصية تغنّى بحسن سيرتها الركبان، وتزينت بذكر مناقبها المحافل والمجالس، جمع بين ضلاعة العلم وحنكة السياسة، تناول شخصية الإمام الهمام العدل الرضي محمد بن عبد الله بن سعيد الخليلي، الذي قاد القطر العُماني خلفًا للإمام سالم بن راشد الخروصي رحمهما الله، حيث بويع بإمامة عمان عام 1338هـ/‏ 1920م، وبقي إمامًا على عُمان حتى وافته المنية عام 1373هـ/‏ 1954م، تميّزت فترة إمامته بالأمن والاستقرار وحسن القيادة والتدبير، وانتشر في عهده العلم بأرجاء عمان، وتخرّج على يديه العلماء والقادة والأدباء، ونَعِم أهل عُمان بالعدل والأمن الأمان.