القاهرة ـ رويترز
يسعى الموسيقار سليم سحاب إلى تبديل حياة مجموعة من الأطفال المهمشين في مصر من خلال قوة الموسيقى. فقد كَوَن سحاب فرقة (كورال وأوركسترا أطفال مصر) من أطفال الشوارع وبعض الجمعيات الخيرية التي ترعى الأطفال. وذكر الموسيقار وقائد الأوركسترا الكبير أنه مقتنع بأن الطفل المهمش يمكن أن يصبح عضوا فاعلا في المجتمع إذا حصل على قدر مناسب من التعليم الجيد. وقال سحاب في قاعة خاصة يتولى فيها تدريب الأطفال على الغناء "ممكن تقول اجتماعية.. لما كنت أعدي في الشارع أشوف الأولاد اللي بيبيعوا كلينكس كنت أقول للي معايا طيب الولد دا لو جاءت له فرصة يتعلم كان ممكن يطلع أحسن مني.. كان ممكن يطلع عبقري.. يطلع دكتور.. يطلع مخترع.. أي حاجة. فليه ما يكنش.. ما تتاح لوش فرصة ليتعلم ويبرز نفسه يعني،.. يبرز موهبته. كانت مؤلمة بالنسبة لي." وحقق سحاب نجاحا كبيرا مع الأطفال من خلال المثابرة والتماس الوسائل المناسبة لتدريب المجموعة حتى وصلوا إلى مستوى يؤهلم لإحياء حفل في جامعة القاهرة. وقال الموسيقار "تحديت نفسي وقلت لأ.. لازم نعمل حاجة معهم. وسبت كل الطرق الأكاديمية اللي تعلمتها وما نفعتش معهم. بدأت أخترع من عندي طرق لأحببهم بالغنا لغاية ما الثمانمئة صاروا حوالي 120 .. 130 واحد. عملت معهم معسكر ستة أيام كل يوم خمس .. ست ساعات.. من الساعة عشرة الصبح للساعة أربعة .. خمسة بالليل." كانت التحديات كثيرة والمشاكل معقدة لكن سليم سحاب اكتشف في وقت مبكر أن مفتاح النجاح لأطفال الكورال يكمن في المصالحة مع النفس. وصف الموسيقار حالة الأطفال الذين دربهم في بداية المشوار بأنهم "كانوا متخاصمين مع نفسهم.. متخاصمين مع المجتمع." وأضاف "حالتهم النفسية يعني سيئة جدا. فاشتغلت على جبهتين.. الجبهة الداخلية بتاعتهم النفسية والجبهة الموسيقية اللي ح تعلمهم. لأ.. مش عايز أغني. لأ.. مش عايز أغني.. ييجي يقول لي واحد لأ.. لأ.. أنت ح تغني وح تحب الغنا. لغاية ما حببتهم بالموضوع وصاروا يعني يغنوا.. عملوا حفلة في جامعة القاهرة اللي هي أهم صرح حضاري ثقافي في مصر." أثرت ورشة تعليم الأطفال الموسيقى والغناء تأثيرا عميقا في أعضاء الكورال الصغار ومن أهم ما تحقق لهم هو اكتساب الثقة بالنفس. وقال فتى متدرب في الكورال يدعى رمضان "دلوقت الواحد بص لنفسه خلاص.. بقى حاجة حلوة.. بقيت حاجة حلوة. أنا حسيت من جوايا أني ح أبقى حاجة حلوة. حاسس أن أنا ح أغني.. ح أبقى برنس. أنا متأكد أن أنا ح أغني. حلاص." وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن الجمعيات الأهلية في مصر تقدر عدد أطفال الشوارع في البلد بعشرات الآلاف.