ـ الأعوام تمضي سواء كانت أعواما ميلادية أو هجرية والكل يتساءل هل ستكون الأعوام القادمة أفضل أم أقسى من غيرها. وإذا كانت أقسى لماذا لا نفكر في الرجوع إلى بعض السنين التي كانت أفضل مما هي عليه الآن ونكتفي بها، نعيشها بمرها وحلوها كما كنا نفعل، دون أن نفكر في التغيير للأفضل؟!
ـ فد نعيش في زمن جميل لم يكن ليتوقعه أباؤنا الذين عاشوا في فترة من الفترات يحرثون الأرض، ويعيشون حياة البداوة متنقلين من مكان إلى آخر بحثا عن الكلأ والماء، والبرد والصيف الحار، يصيدون السمك ، ويغوصون إلى أعماق البحر بحثا عن اللؤلؤ. أولئك كانت لهم حياة مختلفة، حياتهم الخاصة التي ما زالوا يتذكرونها ويسردونها، وأحيانا يفتخرون بما فعلوه وقدموه وعملوا من أجله والصعوبات التي كانت تواجههم في وعورة الجبال والسهول ورمال الصحارى وأمواج البحار، ساخرين من بعض الشباب الذين أصبحوا لا يفقهون كل هذا، والذين أصبحوا في يوم وليلة يعيشون حياة رغيدة، لا يعبأون بشي سوى التسلية واللعب والاهتمام بالمظاهر، بينما يعيب الشباب جهل القدماء وبساطتهم وأحيانا سذاجتهم!
ـ أه لو توقف ذلك الزمن، كلمة تتكرر دائما على لسان أحدهم لأنه شعر أن لحظات من ذلك الزمن كانت سببا قويا في سوء طالعه، ولكن الزمن لا يتوقف، لو توقف الزمن لما كنا موجودين في الأصل، ولما كانت الحياة تسير بحلوها ومرها، أو حتى نتذكر بوجود زمن جميل في الماضي ونرجو أن يكون الحاضر والمستقبل جزءا من ذلك الزمن الجميل، فلا تتوقف أيها الزمن مهما بادرنا بقتلك أو نفيك! من أجل أن نتعلم من الماضي كيف نصنع الزمن الجميل.

محمد بن سعيد القري