عبدالعزيز بن درويش الزدجالي:
إنّ الثامن عشر من نوفمبر، ليس مجرد يوم نحتفي فيه بالعيد الوطني، بل هو مناسبة يشعر من خلالها كل مواطن بالفخر والاعتزاز والانتماء لهذا التراب الطاهر.
إننا في هذا اليوم نستكمل مسيرة العمران والبناء التي بلغت الواحد والخمسين عامًا، فلا يحسب أحد أنه يوم كبقية الأيام، يمر كساعات محدودة، نحتفل فيها ثم ننسى، بل لابد أن تبقى هذه اللحظات في قلوبنا دومًا.
إننا في هذا اليوم نشعل أنفسنا، ونوقد هممنا نحو العمل والاجتهاد في إعمار هذه الأرض التي منحتنا ما فيها من خيرات، ولأن الأفكار العظيمة لا تأتي من فراغ، يطيب لنا أن نذكر سلطاننا الراحل الذي أرسى دعائم هذه النهضة المتجددة، إذ جعل تطور البلاد ممكنًا من خلال العمل على تعزيز القطاعات وتطويرها على مختلف الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتعليمية، بل نذكره لنسير على خطاه الثابتة نحو مستقبل أفضل لبلادنا، ونعاهد سلطاننا هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - على السير معه في سبيل تحقيق نهضة شاملة لسطنتنا بقيادته الحكيمة.
إن العيد الوطني الحادي والخمسين لجدير أن نستقبله بقلوب مبتهجة ونفوس تواقة للفرح، ليكون بذلك إشارة على بداية عام جديد من الإنجازات والتفوق في جميع المجالات، وسطرًا آخر يُخط في رواية بلادنا الغالية، في كتاب مسيرتها المشرقة لكل عماني، حيث حق لنا أن نشدو ونفخر بهذه البلاد التي هي نجمة بين البلدان، ينيرها التسامح والثقافة والتقدم الحضاري والإنساني.
كما إنّ الثامن عشر من نوفمبر هو مساحة رحبة للعقول، لاستذكار الإنجازات العظيمة، ومناسبة غالية نزرع عبرها فسائل الأمل في هذه الأرض التي نعشق ترابها ونمجدها، وسانحة لسرد الكلمات وإلقاء الأشعار، فهو بمثابة موروث شعبي تتناقله الأجيال وتتراقص على أنغامه النوفمبرية، ففي كل عام نحتفل معاً بهذه المناسبة لنعبر عن مشاعر الفرح والسرور والفخر بهذا الوطن الغالي على أنفسنا، أنه يوم الفرح والاعتزاز، فلنفرح معًا، وليكن التطور والنهضة والعطاء والتضحية، القسم الذي نعاهد البلاد عليه.
ويطيب لي أن اختتم مقالتي بالنطق السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه:(ينبغي لنا جميعًا أن نعمل، من أجل رفعة هذا البلد، وإعلاء شأنه، وأن نسير قدما من أجل الارتقاء به إلى حياة أفضل)، معاهدين الله وسلطاننا المفدى بالمشاركة الفاعلة في مسيرته المتجددة الهادفة إلى تعزيز مكانة سلطنة عمان ووضعها في مصاف الدول المتقدمة.

* مراسل (الوطن) بولاية السيب