عيسى بن سلّام اليعقوبي:
نوفمبر شهر عزيز جدًّا على قلوب العمانيين، فيه تتجدد وتتعاظم مشاعر الولاء والعرفان لهذا الوطن العريق، وفيه نهضته المباركة التي أحياها وأسس قواعدها السلطان قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ بنهجه الحكيم وسياسته المتزنة التي نظمت ووحدت الداخل العماني في المقام الأول، وعززت مكانة وثقل السلطنة بين دول العالم ثانيًا.
يذكرنا نوفمبر كثيرًا بباني نهضة عمان ومؤسسها ـ رحمه الله ـ ويشد من عضدنا لإكمال هذه المسيرة وعجلة التنمية في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي أكد في خطابه السامي الأول أننا سنرتسم خُطى السلطان الراحل والعمل من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه.
واليوم في ظل احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الحادي والخمسين المجيد يقف العمانيون جنبًا إلى جنب بتوجيهات المقام السامي ـ أيده الله ـ لتحمل المسؤوليات الجسيمة والمضي بعُمان إلى مستقبل مشرق يملأه التفاؤل والطموح والعمل المخلص.
إنّ تحقيق الطموحات والغايات بحاجة إلى الكثير من التعاون والتكاتف المؤسسي والشعبي، وندرك ما تقوم بها مختلف الجهات الحكومية والخاصة للوصول إلى الأهداف المرجوة في مختلف القطاعات، إلا أننا بحاجة أكثر إلى تفعيل أدوار الشباب العماني وإيجاد قنوات تواصل حقيقية وفعالة معهم مثلما وجّه جلالة السلطان ـ حفظه الله ـ وهذا التوجيه ما هو إلا دليل على الإيمان بقدرات الشباب ومهاراتهم وفعاليتهم في أداء المهام وإدارتها على أكمل وجه، ولعل إعصار (شاهين) أقرب مثال حي على القوة والامكانيات التي يتمتع بها شبابنا وإحساسه بالمسؤولية تجاه وطنه، الأمر الذي دفعه إلى الوقوف مع إخوانه المتأثرين وقتها والتوجه إلى المناطق المتأثرة من مختلف بقاع السلطنة، وحسن إدارته وتعامله مع الأضرار التي خلفها الإعصار، فلا بد من إعطاء الشباب فرص أكبر لإدارة شؤون البلد وتعزيز أدواره الريادية، فلا يمكن أن يتجاوز الوطن جميع التحديات دون هذه قوة والإرادة الصادقة والعزيمة الصلبة.
كما أن تحقيق الانجازات وبلوغها يتطلب التخطيط الدقيق والتنفيذ السليم والمشاركة المجتمعية الفعالة، وكما هو معلوم أن رؤية عمان 2040 أكدت في بنودها على ضرورة إشراك مختلف شرائح المجتمع لرسم مستقبل عماننا التي نريد اقتصاديًا واجتماعيًا، ويجب أن لا نتكفف بوضع بنود نموذجية إنما السعي إلى تحقيقها جنبًا إلى جنب وفق الخطط والاستراتيجيات الموضوعة وتسخير كافة الامكانيات والمهارات والخبرات التي يتمتع بها العمانيون الحريصون جدَّا على رفعة وازدهار هذا البلد المعطاء وجعله نموذجًا مثاليًا يقتدى به في تحقيق الرؤى والأهداف.
نوفمبر يذكرنا بالإنجاز أكثر فضلًا عن أنه فرحة معنوية كبيرة بالنسبة لنا على ما تحقق على هذه الأرض الطيبة، إلا أننا يجب أن نسعى أكثر دون كلل في جميع القطاعات التي تدير هذا البلد إلى تحقيق المزيد من الانجازات، ونجدد نهضة عمان بسواعدنا ونعزز مكانتها وثقلها في العالم على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والصحية والتعليمية.. وغيرها، فنحن قادرون على تحقيق ذلك بالتوكل على الله أولًا وبالتخطيط المدروس ثانيًا والتفاني في التنفيذ ثالثًا.

* من أسرة تحرير (الوطن)
[email protected]