محمود بن زاهر الزكواني:
ينتظر أبناء عمان الأوفياء بفارغ الصبر من كل عام، قدوم هذا اليوم الاغر والاحتفال بهذه المناسبة الغالية بالعيد الوطني الـ(18) نوفمبر المجيد، هو يوم البهجة والسرور، ويوم الرفعة والسمو والعزة والكرامة، يوم تعلو فيه أصوات وهتافات قواتنا المسلحة بأن يحفظ لنا عمان وجلالة السلطان والشعب والاوطان، ويوم الوفاء يتجدد فيه الولاء والعرفان، وتسمو فيه والنفوس والقلوب، وترفرف فيه رايات أعلامنا الشامخة وهي متوشحة بصور قائدنا المفدى ـ حفظه الله ورعاه ـ عالية مرفوعة خفاقة ومنتشرة راياتها في كل شبر ومكان على أرض عمان العظيمة.
وما يزيد هذا اليوم فخرًا واعتزازًا ورفعة وسمو هي إطلالة ـ القائد الأعلى، حيث يتفضل حضرة صاحب جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ ويشمل برعايته السامية الكريمة العرض العسكري الذي يقام على ميدان الاستعراض العسكري بمعسكر المرتفعة وذلك بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني الـ(51) المجيد، لتتوالى بعدها الاحتفالات والافراح والمسرات في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة ليفرح فيها أبناء عمان الاوفياء في كل مكان، كما يحتفل بهذه المناسبة مع العمانيين أيضًا المقيمين جنبًا الى جنب، وتعم الفرحة من أقصاها الى أقصاها، حيث يعربون عن مدى وحجم فرحتهم وسعادتهم البالغة وهم يعبرون عنها بلهفة وشوق لهذه المناسبة الغالية التي لها مدى ووقع كبير على قلوبهم جميعًا.
فتسود الاحتفالات النوفمبرية الفرحة والبهجة العظيمة، حيث تحتفل جميع ولايات ومحافظات السلطنة كلًّا على حسب العادات والتقاليد والفنون المختلفة التي تشتهر بها هذه المحافظات، فهي كثيرة ومختلفة عن بعضها البعض، كما أنهم يجددون الولاء والعرفان ويرفعون أسمى آيات التهاني والتبريكات لحضرة صاحب جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ أعزه الله ـ بهذه المناسبة الغالية، ويرفعون أيديهم بالدعاء وأكف الضراعة بأن يحفظه الله سبحانه وتعالى ـ جلالته ـ وأن يمده بموفور الصحة والعافية والعمر المديد، كما أن ـ جلالته ـ أعزه الله ـ في كل محفل وخطاب يدعو جميع المواطنين الحفاظ على المنجزات وصون مكتسبات النهضة المباركة وعلى كل ما تحقق عليها لتمضي المسيرة الظافرة المتجددة وهي مباركة ومستمرة بهذا التطور والرخاء والنماء والازدهار والرقي الذي تحقق على أرضنا الغالية.
كما لا ننسى بأن نستذكر الايام الخالدة ـ لأعز الرجال وأنقاهم ـ السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ والذي يعد هذا اليوم (18) نوفمبر هو يوم ولادته ـ رحمه الله ـ وهو يوم السؤدد الذي أعطى العمانيين فرصة بأن يحظو بحياة العيش الكريم ونقلهم من وإلى الحياة الكريمة الهانئة والحياة العصرية الذي طالت جميع الامنيات التي يحلم بها العمانيون، فقد تحقق على أثرها العديد من الانجازات وذلك على مدى عقود طويلة، فشملت المنجزات على امتداد وطول ارضي الولايات والمحافظات، فكانت المنجزات كبيرة والمكاسب عظيمة في جميع الجوانب والمجالات المختلفة في السلطنة.
لهذا حبانا الله سبحانه وتعالى بالعيش في أرض يسودها الأمن والاستقرار والتسامح والتعايش السلمي وحبنا الكبير لبعضنا البعض، كما شاهد الجميع داخل السلطنة وخارجها وما جسدته اللحمة الوطنية خلال ايأم الانواء المناخية في الاعصار (شاهين)، حيث تعالت الاصوات بالنداء للواجب وهبت خلالها جميع أبناء ولايات ومحافظات السلطنة لهذا النداء بالمال والحال ورسمت لوحة بشرية بالتلاحم والتكاتف والتعاضد من المواطنين والمقيمين سواء، وأيضًا ما قام به أولئك البواسل العمانيون من منتسبي الوحدات والتشكيلات العسكرية في مختلف الاجهزة الامنية والعسكرية والمدنية، ولذلك فإنهم على العهد موفون، واضعين أمام أعينهم بالدفاع عن أمنه وسلطانه ووطنه والذود عن حياضه وعن ترابه الطاهر.
* من أسرة تحرير (الوطن)
[email protected]