جودة مرسي:
نحتفل اليوم بذكرى الثامن عشر من نوفمبر الحادية والخمسين المجيدة تحت الرعاية الخالدة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وشعارنا في هذا العام نستمده من كلمات سلطان البلاد المفدى: "ينبغي لنا جميعا أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد وإعلاء شأنه، وأن نسير قدما نحو الارتقاء به إلى حياة أفضل". وهذه الكلمات هي عبارة عن بنود الميثاق الذي تعاهد عليه جلالته لأبناء الوطن، ولعلنا نتذكر جيدا الخطاب السامي الذي ألقاه جلالة السلطان المعظم أثناء قسَم اليمين في الحادي عشر من يناير العام الفائت ۲۰۲۰م في جلسة مشتركة لمجلسي عُمان والدفاع. وتناول قسَم جلالته ـ أبقاه الله ـ "رعاية مصالح المواطنين وحرياتهم رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه"، وأكد جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ على عزمه على السير في بناء الوطن لتجديد النهضة المباركة لترقى عُمان إلى المكانة المرموقة التي وضع لبنتها السلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ رحمه الله ـ فكان النجاح والتوفيق عنوانا وشاهدا لمرحلة ملؤها التفاؤل ماضيا وحاضرا ومستقبلا بفضل القيادة الواعية المحبة للوطن وأبنائه الساعية إلى رفع مكانة وعزَّة عُمان بين الأمم بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
إنها أرض عُمان الطيبة المليئة بكل الخير والتميز والتي وضحت قوتها وتلاحم أبنائها بالتفافهم حول قيادتها العظيمة، التي استطاعت أن تقود البلاد في أحلك الظروف الاقتصادية والمناخية، والتي تعرضت لها المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام جراء تفشي وباء كورونا "كوفيد19" وما تعرضت له بعض مناطق السلطنة من أجواء مناخية قاسية، إلا أنه وبفضل حكمة جلالته وسياساته الموجهة لحكومته الرشيدة، مع ما تتميز به عُمان من بنية أساسية غدت محطة أنظار العالم ومنظومة اقتصادية واجتماعية قائمة على العدالة، وتحقيق التنمية المستدامة، وزيادة الإنتاج وتنويع مصادر الدخل، مع التوازن الدقيق بين المحافظة على الجيد من الموروث الذي يعتز به المواطنون ومقتضيات الحاضر التي تتطلب التلاؤم مع روح العصر والتجاوب مع حضارته وعلومه وتقنياته، والاستفادة من مستجداته في شتى ميادين الحياة ومجالات التنمية. كل هذه المعطيات جعلت هذا الوباء وهذه الأجواء المناخية تسبب أقل الخسائر وتمر بردا وسلاما مقارنة بتأثر الآخرين.
إن الحضارة العمانية يطيب لها أن تسير منتشية بإنجازات مضت وإنجازات قادمة؛ ليقف الشعب على طريق مسيرة من البناء والتحديث سار على دربها العمانيون منذ القدم، ارتفعت خلالها صروح دولة عصرية راسخة تستمد قدرتها وقوتها من علاقة فريدة وشديدة الخصوصية بين الحاكم وشعبه، ومن رؤية واضحة ودقيقة تؤمن بأن المواطن هو هدف التنمية وغايتها، وهو في نفس الوقت أداتها وصانعها وحجر الزاوية والقوة الدافعة للحركة والانطلاق على كافة المستويات وفي كل المجالات، ومثلت الثقة العميقة والرعاية الدائمة والمتواصلة له ركيزة أساسية من ركائز التنمية الوطنية..
ومنذ قسمه التاريخي الذي أدَّاه جلالته العام الماضي، كسب محبة المجتمع قاطبة وولاءه لما تضمنه من رؤية مشرقة مستبشرة فجاءت جملة "السير في بناء الوطن لتجديد النهضة المباركة" أملا مطمئنا لمستقبل رباطه عزة ورفعة وسؤدد أحدثت تقاربا كبيرا بين جلالة القائد المفدى وشعبه الوفي، وانطلق في ذلك البيان صوت النهضة المتجددة ليعيد الحياة لوجوه فارقتها البسمة لفقدان سلطان القلوب ـ رحمه الله ـ ويبشر بالخير القادم الذي ستشهده البلاد، وقطع جلالة السلطان ـ حفظه الله ورعاه ـ الوعد على نفسه برفعة هذا البلد وإعلاء شأنه.
إنها عُمان التي حباها الله بقيادة رشيدة وبشعب كريم ووفي لقيادته ووطنه. فلتسلم عُمان من كل سوء، ولتظل دائما وأبدا قبسا يشع نورا وسلاما على المنطقة والوطن العربي، وكل عام وجلالة السلطان وشعب عُمان في سلامة وعز ورخاء.