إنَّ النَّهضة المباركة التي قادها بكُلِّ حِكمة واقتدار المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيَّب الله ثراه ـ انبثقت أهدافها السَّامية من حركة الحيَاة العُمانيَّة وروح الحضارة العُمانيَّة، وهي مسيرة متواصلة من الإنجازات والمكاسب توجَّهت بالكُلِّية إلى بناء الإنسان العُماني، ووطنه العزيز عُمان، والحرص على تطوُّرها ورُقيِّها لِتَمْلأَ حقًّا الكَوْن الضياء، ولتكون بحقٍّ الدَّولة العُمانيَّة العصريَّة كما أرادها جلالة السُّلطان الرَّاحل ـ غفر الله له.
ويأتي احتفال السَّلطنة أمس بالعيد الوطني الحادي والخمسين المَجيد في ظلِّ القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ لِتؤكِّد للعالَم ثبات الدَّولة العُمانيَّة وثباتها وتلاحُمها واستقرارها وسلامها وحِكمتها، ولِتُبرهنَ أنَّ نهضتها المباركة، وفي عهدها المُتجدِّد، راسخة في وجْه أعتى التحدِّيات وأصعب المِحن والأزمات، وأنَّ رغم ما تشهده السَّاحة العالميَّة من أزمات مُتتاليَة أثَّرت على بلدان المعمورة كافَّةً وليست السَّلطنة فحسب، لكنَّ سلطنة عُمان أكَّدت رسوخ قواعد بنيانها، وجدَّدت شباب نهضتها، وعملت على تخطِّي الصِّعاب واحدًا تلو الآخر؛ لِتُبرهنَ للعالَم أجمع أنَّ ما شهدته البلاد من نهضة ممتدَّة لخمسة عقود لم تكُنْ طفرة، لكنَّها صروح راسخة قادرة على مواجهة تقلُّبات العصور المختلفة، وأثبتت أنَّ لها رُبَّانًا يَعي معطيَات عصْره، ويمتلك رُؤية ساميَة وضعت السَّلطنة على طريقها الرَّشيد.
وتواصلًا لهذا الرُّسوخ المُعبَّق بالثَّبات والعزَّة والمَجْد والإخلاص، ومُواصَلةً للنَّهضة المباركة وعطاءاتها، وصونًا لمكتسباتها، جاء احتفال السَّلطنة بالعيد الوطني الحادي والخمسين المَجيد، حيث تفضَّل حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم القائد الأعلى ـ حفظه الله ورعاه ـ فشَمِلَ برعايته السَّامية الكريمة عصر أمس العَرْض العسكري الذي أُقيم على ميدان الاستعراض العسكري بمعسكر المرتفعة، والذي شاركت فيه وحدات رمزيَّة تُمثِّل الجيش السُّلطاني العُماني، وسلاح الجوِّ السُّلطاني العُماني، والبحريَّة السُّلطانيَّة العُمانيَّة، والحرس السُّلطاني العُماني، وقوَّة السُّلطان الخاصَّة، وشُرطة عُمان السُّلطانيَّة، وشؤون البلاط السُّلطاني والخيَّالة السُّلطانيَّة وخيَّالة الحرس السُّلطاني العُماني والفِرقة الموسيقيَّة العسكريَّة المشتركة.
الحفل جاء ليحمل رسالةً مفادُها بأنَّ جلالة قائد عُمان المُفدَّى حريص على امتلاك كافَّة الأدوات والخطط والبرامج اللازمة للذَّود عن نهضة عُمان المباركة، وليشارك قوَّاته المسلَّحة الاحتفال بنهضة مباركة، غيَّرت الماضي العُماني لحاضرٍ يملؤُه الفَخْر والعزَّة والكرامة. فيوم الثَّامن عشر من نوفمبر يحظى بمكانة خاصَّة في روزنامة الوطن، فهو يوم المَجد لعُمان، وطنًا ومواطنًا، وفي هذا اليوم يقف المواطن العُماني شامخًا وفخورًا بقيادته الحكيمة وبما تحقَّق من تقدُّم وتطوُّر وازدهار، وما حقَّقته في الفترة الوجيزة من خطوات حمَت الوطن، وراعت ظروف المواطن، وسَعْيِها المتواصل إلى تجديد النَّهضة، وامتدادها في كُلِّ المجالات، وما تحمله رؤية جلالته ـ أبقاه الله ـ من خطوات تسعى إلى أنْ تُضيف كُلَّ يومٍ من إنجازات تغطِّي كُلَّ شِبر من أرض عُمان الطيِّبة.
إنَّ هذا الاحتفال العسكري يعبِّر عمَّا تحمله قوات السُّلطان المسلَّحة من امتنان وحُبٍّ وولاءٍ لِمُجدِّد نهضتهم المُفدَّى، واستعداد للذَّود عن مُكتسبات الوطن ومُنجزاته، كما يعبِّر عن امتنان جموع المواطنين في ربوع الوطن كافَّة. فما تحقَّق من تقدُّم في فترة وجيزة، وما شهدته السَّلطنة من إنجازات ضخمة، اقتصاديَّة واجتماعيَّة وتعليميَّة وصحيَّة وسياسيَّة، يؤكِّد حرص جلالته ـ أبقاه الله ـ على الحفاظ على مُنجزات النَّهضة، والعمل المستمر المتواصل لرفعة المكانة العُمانيَّة في محيطها الإقليمي والدولي، والعمل على حشْد مختلف طاقات وقدرات الوطن والمواطن في سبيل تحقيق ذلك الهدف السَّامي.