تشهد العلاقات بَيْنَ السَّلطنة ودولة قطر الشقيقة نموًّا مطَّردًا على جميع الأصعدة السياسيَّة منها والاقتصاديَّة والثقافيَّة وغيرها، فقد بلغ حجم الاستثمارات القطريَّة في السُّوق العُماني بنهاية عام 2020 حوالي 388 مليونًا و600 ألف ريال عماني، بارتفاع عن العام الذي سبقَه والذي وصلت فيه الاستثمارات القطريَّة في البلاد حوالي 355 مليونًا و900 ألف ريال عماني، بالإضافة إلى تنامي التبادل التجاري في السنوات الأخيرة، ناهيك عن عُمق العلاقات الثنائيَّة في شتَّى المجالات الأخرى.
وفي هذا الإطار تأتي أهميَّة الزيارة السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ لدولة قطر الشقيقة، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ تولِّي جلالته مقاليد الحُكم. فهي زيارة يعوِّل عليها البلدان الشَّقيقان في تنميَة أواصر التعاون البنَّاء، ويأملان في أنْ تحقِّق زيارة الدولة هذه تقدمًا في الملفَّات التي تهم البلدَيْن الشَّقيقَيْن، لا سيَّما الاقتصاديَّة والسياسيَّة المشتركة التي سيناقشها القائدان ـ حفظهما الله ـ خلال لقائهما اليوم بإذن الله.
وتنطلق هذه الزيارة من قاعدة تعاون مشترك راسخة، ومن علاقات تاريخيَّة ممتدَّة يَسُودُها الاحترام المُتبادل، وسَعْيٍ إلى تعزيز العلاقات الوطيدة المتميِّزة بَيْنَ السَّلطنة ودولة قطر الشَّقيقة وتوثيقٍ للرَّوابط الثنائيَّة بَيْنَ البلدَيْن الشقيقين، وتأكيدٍ على حرص قيادتَيْهما الحكيمتَيْن على الارتقاء بها لآفاق أكثر رحابة في مختلف المستويات، وتلبية للدَّعوة الكريمة الموجَّهة إلى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ من أخيه صاحب السُّمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.
إنَّ التاريخ يدلِّل على متانة الرَّوابط التي تجمع البلدَيْن الشَّقيقَيْن، وما يتمتَّعان به من علاقات اجتماعيَّة وثقافيَّة تمتدُّ جذورها إلى عُمق التاريخ، وقد مرَّت خلال العقود الماضيَة بكثير من المحطَّات البارزة التي أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخها والمُضي بها قدمًا، وهذا ما سيتعزَّز اليوم ـ بعَوْنِ الله تعالى ـ في ظلِّ الحرص الكبير والمشترك لدى القيادتَيْن الحكيمتَيْن في البلدَيْن الشَّقيقَيْن على رعاية هذه العلاقات وتكريسها فيما يخدم البلدَيْن وشعبَيْهما الشَّقيقَيْن، بصورة تدفع تلك العلاقات للنُّمو بشكْلٍ متطوِّر وتراكمي من مرحلة إلى أخرى، تمثِّل فارقًا كبيرًا في حياة الشعبَيْن الشقيقَيْن، فدولة قطر تُعدُّ من الشُّركاء التجاريين المُهمِّين لدى السَّلطنة، وقوَّة ومتانة العلاقات الثنائيَّة في جميع المجالات والقطاعات، خصوصًا الاقتصاديَّة والتجاريَّة، تدفعنا إلى طموح مشروع يحقِّق للعلاقات الأخويَّة القائمة المزيد من التعاون والترابط بَيْنَ البلدَيْن، وبالأخصِّ في مجال المشروعات الاستثماريَّة، فالبلدان يمتلكان إمكانات كبيرة وفُرصًا استثماريَّة متاحة تتكامل لتصل عبْرَ الرَّغبة الصَّادقة لدى الجانبَيْن للوصول بالعلاقات إلى آفاق أرحب وأوسع في المجالات الاقتصاديَّة والتجاريَّة بوجْهٍ خاصٍّ.