شوماخر وصيفا وذو الكفل ثالثا

وسط مشاركة واسعة وبنكهة مذاق الاثارة والتشويق والتحدي ووسط حضور جماهيري كبير في أول أسبوع للعام الجديد داخل اروقة الجمعية العمانية للسيارات، حيث تم تنظيم فعاليات الاستعراض الحر لأول مرة، والتي لاقت المنافسات إشادة كبيرة من المشاركين والجمهور الذي حرص على المتابعة عن قرب والتف حول حلبة الاستعراض قادما من مختلف محافظات السلطنة، وأثبتت الجمعية العمانية للسيارات قدرتها على تنظيم واحتضان مثل هذه الفعاليات التي تشكل خطورة كبيرة عند تنظيمها في حلبات غير مؤهلة على المتسابقين والجمهور في الوقت ذاته، وشكلت الخبرة في ادارة الفعاليات دورا كبيرا حيث روعي اتباع معايير واشتراطات تضمن السلامة داخل وخارج الحلبة، وفي غضون الثالثة من عصر يوم الجمعة انطلقت المنافسات وسط إجراءات مشددة لمعايير السلامة بمشاركة 15 متسابقا من أمهر المستعرضين بالسيارات ولديهم باع طويل في مثل هذه المنافسات كما سبق لهم التتويج اثناء مشاركاتهم في البطولات التي تنظم بالدول المجاورة.
نتائج
وقد أسفرت النتائج عن تتويج المتسابق مبارك بن عبدالله الشيدي (أبوحسن) بطلا لمنافسات الاستعراض الحر محققا 170 نقطة، وذلك بعد منافسة قوية من المتسابقين، فيما حل وصيفا المتسابق خليفة ابراهيم موسى (شوماخر) بعد أن حقق 168 نقطة، وجاء في المركز الثالث صاحب السمو السيد ذو الكفل بن فاتك آل سعيد، حيث حقق 138 نقطة، وشهدت الفعاليات حضورا كبيرا من قبل الجمهور الذي قدِم من مختلف محافظات السلطنة، حيث امتلأت مقاعد الجمهور جميعها واستمتعوا بالفقرات الاستعراضية الحرة بالسيارات، وتفاعلوا مع الأداء المميز للمتسابقين.
ودخلت سيارة الدفاع المدني حلبة الاستعراض اكثر من مرة وذلك لتفادي أية أخطاء قد تحدث حريقا بالسيارات المشاركة، ولم تشهد الفعاليات اية حوادث على الاطلاق، وذلك بفضل الجهود التنظيمية الدقيقة التي اتبعتها الجمعية العمانية للسيارات في تنظيم الحدث الرياضي الذي تعقده لأول مرة، كما تواجد الفريق الطبي الخاص برياضة المحركات، والمزود بعيادة متكاملة مجهزة لحالات الطوارئ.
اشتراطات ومعايير
ترأس لجنة التحكيم سعود الرواحي وشاركه في عضوية اللجنة الإماراتي محمد بن عوض الكعبي والإماراتي محمد بن حبيب البلوشي، بالاضافة الى سعيد بن صالح العلوي من ولاية صور، وصالح العريمي من ولاية جعلان بني بوعلي، وتم توزيع واحتساب النقاط بين الاستعراض بالسيارة "الدريفت" والعكسية والعقدة والالتزام بالقوانين، بالإضافة إلى الالتزام بالوقت.
وتمثلت شروط السلامة في إلزام المتسابقين بارتداء الملابس الرياضية، وارتداء الخوذة، وربط حزام الأمان، بالاضافة الى توفر طفاية حريق داخل سيارة المتسابق، كذلك عدم وجود تسريب للوقود أو زيت المحرك أو المقود، مع مراعاة ضرورة تثبيت البطارية والوصلات والأسلاك، كما روعي قبل انطلاق المنافسات إزالة المخفي عن الزجاج الجانبي للسائق (اليمين واليسار)، وزالة المخفي عن الزجاج الامامي، والتزم المتسابقون بعدم الاستعراض في المواقف او الطرق المؤدية الى الحلبة، حيث كان من المقرر ان يتم مخالفة سيارات السباق في حالة دخولها الى الجمعية بقيادتها من دون أن تكون محملة على رافعة أو على مقطورة.
انطلاق المنافسات
في الثانية ظهرا وقبل انطلاق المنافسات قام المتسابقون باختبار سياراتهم داخل حلبة الاستعراض؛ وذلك بعد اجتيازهم مرحلة الفحص الفني، حيث دخل كل متسابق على حدة الحلبة وتأكد من فاعلية ناقل الحركة فقط بسيارته وذلك لمسافة 150 مترا، وتمت مراعاة عدم الاستعراض، وأعقب ذلك دخول متسابق الدريفت محمود الشبلي، المشرف على تنظيم فعالية الاستعراض الحر بتقديم جولة استعراضية بسيارته رقم "صفر" داخل حلبة الاستعراض، وذلك ايذانا بانطلاق المنافسات، وأبهر بأدائه الحضور الذي تعالت صيحاته، ثم بدأت المنافسات بدخول المتسابقين واحدا تلو الآخر، وشكلت حرارة الجو تحديا امام المتسابقين حيث إن سياراتهم ذات محركات مزودة وفي حاجة الى تبريد كون أن الاستعراض الحر يتطلب مزيدا من الضغط بقوة على المحرك، خاصة وأن كل متسابق لديه فرصة لمدة ثلاث دقائق للاستعراض، الأمر الذي يتطلب أجواءً ألطف.
نجاح كبير
وبعد الختام قال العقيد جمال الطائي عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للسيارات: تعتبر منافسات الاستعراض الحر جزء من التقويم الرياضي لعام 2014/2015م، واستطعنا من تنظيم الفعالية بنجاح كبير، وبمشاركة 15 متسابقا من مختلف محافظات السلطنة، معتبرا ان هذا العدد ممتاز، خاصة أن الجمهور فاق عدده ما يقارب الـ 7 آلاف متفرج، كما ان النتائج حازت على رضا جميع المشاركين". وأكد الطائي أن الجمعية العمانية للسيارات حرصت على تعزيز إجراءات السلامة داخل وخارج حلبة الاستعراض، والتزم السائقون بالملابس المخصصة لرياضة المحركات وخوذة الرأس وأحزمة الأمان، بالاضافة الى مطابقة سياراتهم للمعايير والمواصفات التي تضمن سلامتهم، اما السيارات غير المطابقة للمعايير والاشتراطات فتم استبعادها تماما عن المنافسات.
الأولى من نوعها
من جانبه قال مبارك بن محمد الشيدي الحاصل على المركز الأول: لم يكن ضمن اهتمامي التتويج بالمركز الأول بقدر إنجاح هذه الفعالية والتي تعتبر الأولى من نوعها التي تنظمها الجمعية العمانية للسيارات، مشيرا الى أنه يشعر بالسعادة الكبيرة لإشادة المسؤولين والقائمين على رياضة المحركات في السلطنة بهذا النجاح الكبير للحدث الرياضي الفريد من نوعه في الاستعراض بالسيارات". وأضاف الشيدي من ولاية صحم والذي سبق له التتويج بالمراكز الأولى في المنافسات التي تنظم بدول مجلس التعاون الخليجي: "شاركت في البطولة التجريبية للاستعراض الحر بسيارتي لكزس المزودة بمحرك قوته 420 حصانا، مشيرا الى انه جهزها خصيصا للمشاركة في منافسات الاستعراض الحر، مؤكدا ان التنظيم اتسم بدقة لا متناهية، فضلا عن الحضور الجماهيري الكبير الذي احتشد حول حلبة الاستعراض بالجمعية العمانية للسيارات وقدموا من مختلف محافظات السلطنة".
منافسة قوية
اما المتسابق خليفة بن ابراهيم موسى المعروف
بـ "بشوماخر" فقال: أشعر بسعادة كبيرة لتحقيقي المركز الثاني في الفعاليات التي شهدت منافسة قوية من قبل المشاركين، مؤكدا أن الجمهور كان حاضرا بقوة فضلا عن تجاوبهم وتفاعلهم مع أداء المتسابقين داخل الحلبة، الأمر الذي زاد من حماسهم، وحرصوا على بذل أقصى جهدهم وتقديم أروع أداء أثناء الاستعراض، مشيدا بدقة التنظيم، لافتا الى ان اكبر التحديات التي واجهته أثناء الاستعراض هو ارتفاع درجة الحرارة الامر الذي أثر على أداء سيارته.
جهود كبيرة
وقال صاحب السمو السيد ذو الكفل بن فاتك آل سعيد الحاصل على المركز الثالث: أشعر بالسعادة لتحقيقي المركز الثالث في اولى مشاركاتي بالاستعراض الحر، مشيدا بالجهود الكبيرة التي قامت بها الجمعية العمانية للسيارات لإنجاح هذا الحدث الرياضي الهام، حيث نجح في استقطاب الكثيرين من عشاق الاستعراض الحر في السلطنة. وأضاف سموه: شاركت في منافسات الاستعراض الحر بسيارة نيسان ألتيما ومزودة باضافات خفيفة، معربا عن أمله في أن يجري تنظيم مثل هذه الفعاليات خلال الفترة المقبلة.
رياضة شيقة
من جانبه قال المتسابق نايف بن مبارك المقبالي من ولاية البريمي: لقد سبق لي وان شاركت في المنافسات التي تنظم في دولة الامارات العربية المتحدة، حيث بدأت في خوض منافسات الاستعراض الحر اعتبارا من عام 2007م، وأسعدني كثيرا تنظيم فعاليات الاستعراض الحر بالسيارات في الجمعية العمانية للسيارات واتاحة الفرصة لنا للمشاركة، مشيرا الى انه خاص المنافسات بسيارته لاندكروزر والتي تبلغ قوتها 1200 حصان وقام بتخفيفها لتصل الى 700 حصان حتى يتسنى له المشاركة في الاستعراض بها. وأضاف المقبالي: "يعتبر الاستعراض الحر رياضة شيقة جدا ومفعمة بالحيوية وتعتمد على مهارة المتسابق في التحكم بسيارته، فضلا عن إلمامه بفنون الانجراف والعكسيات، وبإمكان أي متسابق التغلب على المنافسين اذا اتقن فنون العكسيات والدريفت.
تدابير السلامة
علي البلوشي مسؤول حلبة الاستعراض بالجمعية العمانية للسيارات هو الآخر قال: تتميز منافسات الاستعراض الحر بأنها بدون مسار، وتم اتخاذ كافة التدابير التي تضمن سلامة المتسابقين والجمهور على حد سواء، كما يتواجد سيارات الدفاع المدني والاسعاف، مشيرا الى انه تم تعريف المتسابقين بإجراءات الامن والسلامة ولغة الحوار داخل حلبة الاستعراض مع المنظمين وكيفية التجاوب معهم، كما تم تزويد كل منظم داخل حلبة الاستعراض بطفاية حريق وبامكان اي متسابق تواجهه مشكلة في سيارته التوقف لدى اقرب منظم وطلب اطفاء الحريق قبل ان ينتشر في السيارة، او يلحق الضرر بسيارات الآخرين.
واشار البلوشي الى انه تم وضع اطارات حول حلبة الاستعراض من الداخل لامتصاص اي ارتطام بجدار الحلبة، كما تم تعريف المتسابقين بالقوانين الصارمة والتي تجنبهم وقوع اي حادث داخل الحلبة، لافتا الى ان منافسات الاستعراض الحر تم تنظيمها لاول مرة في الجمعية العمانية للسيارات وشهدت حضورا جماهيريا كبيرا.
جهود تنظيمية
وأشاد المتسابق يعرب الهنائي من ولاية السويق بالجهود التنظيمية الكبيرة التي بذلتها الجمعية العمانية للسيارات لأول مرة، واحتضان فعاليات الاستعراض الحر، مشيرا الى ان هذا الحدث الرياضي خطوة جيدة للشغوفين بالاستعراض، حيث جرى تنظيم المنافسات وفق ضوابط صارمة تضمن السلامة للجميع، كما ان ذلك سيحد من مشاركات الشباب في الحلبات غير المؤهلة خاصة بعد ان تعرفوا على الضوابط التي توفر لهم أجواء السلامة. وأضاف الهنائي: أطمح خلال الفترة المقبلة في الوصول الى مرحلة متقدمة في رياضة الاستعراض الحر، مشيرا الى ان المنافسات كانت قوية جدا حيث شارك بها امهر المستعرضين في السلطنة، لافتا الى انه شارك بسيارته نيسان ألتيما طراز عام 1994م، ومزودة بمحرك سوبر 2 جيه وتوربو.
توفر الخدمات الطبية
أكدت الدكتورة نهال أبوسريع، رئيسة الفريق الطبي بالجمعية العمانية للسيارات على أهمية تواجد فريق طبي في مثل هذه الفعاليات الرياضية وذلك لتقديم الخدمات الطبية في حالة وقوع حادث او اصابات داخل مضمار المنافسات، مشيرا الى ان الفريق الطبي هو تطوعي يحرص على التواجد خلال تنظيم منافسات رياضة المحركات بمختلف أنواعها، لافتة الى ان الفريق تأسس تزامنا مع استضافة السلطنة لبطولة رالي الشرق الأوسط للراليات في شهر اكتوبر الماضي، ولدى الفريق عيادة مجهزة لجميع الحالات الطارئة والتعامل الفوري معها.
مواصلة الاستعراض الحر
تجدر الإشارة الى أن تنظيم الجمعية العمانية للسيارات لمنافسات الاستعراض الحر يأتي في إطار الدور الذي تلعبه في احتضان تطلعات ومسابقات الشباب المتعلقة برياضة المحركات وتشريعها وتنظيمها بالطريقة الصحيحة ووفق ضوابط واشتراطات ومقاييس متعلقة بإجراءات السلامة، وقد تمت دراسة هذا الطلب المتكرر من قبل الشباب لإقامة مثل هذا الحدث الرياضي الفريد، وبالفعل قامت الجمعية بوضع دراسة في هذا الجانب وتمت مناقشة كافة التفاصيل فيما يتعلق بشروط وقوانين التسجيل والاشتراطات التي يجب على المتسابق أن يلتزم بها داخل الحلبة، لذا استهلت الجمعية العام الجديد 2015م بتنظيم أولى جولات الاستعراض الحر باقامة فعالية تجريبية مغلقة من حيث العدد، على أن تدرس بعد هذه الجولة إقامة جولات أخرى بالجمعية خلال الفترة المقبلة، وبعد النجاح الكبير الذي حققته في تنظيم هذه الجولة من المؤمل أن تواصل الجمعية تنظيمها لهذه الفعاليات بمشاركات أوسع واتاحة الفرصة للعديد من المتسابقين للمشاركة والمنافسة كبديل مهم وقوي لساحات الاستعراض غير المؤهلة والتي تفتقد الى اشتراطات السلامة.