عمّان ـ العمانية: يشتمل معرض الخريف المقام على جاليري (قدرات) بعمّان، على ستة وعشرين عملًا تمثل أربع تجارب فنية تنتمي إلى مدارس وأجيال مختلفة. إذ يقدم الفنان الفلسطيني الرائد جواد إبراهيم لوحات تنتمي للفن التجريدي نفّذها بتقنية الألوان الزيتية والمائية والأكريليك، وتتسم أعماله باتخاذها شكل الجداريات المستوحاة من وجوه الناس في الطرقات أو من مشاهد مختلفة في الحياة، مبرزةً ما تنطوي عليه تلك الوجوه من ملامح تعبّر عما يعانيه الإنسان الفلسطيني تحت الاحتلال. أما التشكيلي محمد أبوسل، فيقدم القضية الفلسطينية من وجهة نظر مختلفة، إذ يرسم أعمالًا متنوعة الأحجام والأشكال، ويستوحي من عناصر الطبيعة ما يشير إلى انتصاره للجمال الفلسطيني الذي لن ينجح الاحتلال في طمس معالمه، محتفيًا برموز لها دلالتها في الذاكرة الإنسانية، مثل نبتة الصبار، التي تحمل أقسى الأشواك وأجمل الأزهار في آن. وقد نفّذ الفنان الرسومات المشاركة في المعرض بينما كان قطاع غزة يتعرض للقصف الإسرائيلي؛ ورغم ما بدا من تدمير لحياة الفلسطينيين كانت نباتات الصبار الموجودة على شرفة المنزل تواصل الإزهار. من جهته، يعرض التشكيلي الفلسطيني المقيم في بلجيكا إياد صباح منحوتات تعبّر عن معاناة المرأة الفلسطينية، ويقدم في تشكيلاته النحتية أعمالًا تتناسق فيها الكتلة مع الفراغ، وصيغًا بصرية تؤثر في مشاعر المتلقي عميقًا، إلى جانب لوحات رسمها الفنان وتناول فيها موضوع المرأة الفلسطينية، وارتباط صاحب الحق بأرضه.واختارت التشكيلية المصرية مها إبراهيم أعمالًا للمعرض تنتمي للمدرسة الانطباعية، وطرحت من خلالها أفكارًا تتعلق بالهجرة، كعملها الذي رسمت فيه حقائب المهاجرين المتروكة على الشاطئ لأنّ قوارب أصحابها لا تتسع لها، متتبعةً في ذلك الأثر العميق لمفهوم الهجرة وتأثيره في الذاكرة، وهو ما يتكرر في لوحاتها التي رسمت فيها سلسلة من الأختام الرسمية، وتمحورت فكرتها حول تحكُّم هذه الأختام في مسار حياة الإنسان، بخاصة الذي يطلب ملجأ ومهربًا لضفّة آمنة.