أبْرزَ الاستقبال الحافل الذي حظيَ به حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ خلال زيارة الدولة التي قام بها لدولة قطر الشَّقيقة، قوَّة ومتانة العلاقات الأخويَّة بَيْنَ جلالته وأخيه صاحب السُّمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وما تكنُّه دولة قطر الشَّقيقة من احترام وتقدير للسَّلطنة (قيادةً وشعبًا). فقد ساد مناخ من الألفة والأُخوَّة طوال مدَّة الزيارة الأولى من نوعها لجلالته والتي استمرَّت يومَيْنِ، والتي شهدت مباحثات ثنائيَّة موسَّعة بَيْنَ جلالة السُّلطان وأخيه سُمو الأمير استعرضت العلاقات بَيْنَ البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ، وسُبُل تعزيزها وتطويرها في المجالات كافَّة، وشملت تبادل وجهات النَّظر حَوْل عددٍ من القضايا الإقليميَّة والدوليَّة، وقد عكست هذه المباحثات عُمق العلاقات الثنائيَّة، وتطابُق مواقف البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ بشأن القضايا الإقليميَّة والدوليَّة، لا سيَّما أهميَّة الحوار والدبلوماسيَّة في معالجة قضايا المنطقة كافَّة.
لقد عبَّرت الزيارة عن رغبة حقيقيَّة من الجانبَيْنِ في توطيد العلاقات الثنائيَّة، وتجلَّت في الرُّوح الوديَّة الأخويَّة التي سادت اللقاءات والاجتماعات خلال الزيارة، وأظهرت حرصًا متبادلًا على تقويَة العلاقات الثنائيَّة ولتصل إلى أعلى مستوياتها، ولتُعبِّر عن طموحات الشعبَيْنَ العُماني والقطري الشَّقيقَيْنِ. فبجانب الاتفاقيَّات التي تمَّ توقيعها والتي تسعى إلى إقامة علاقات تعاون واسعة في العديد من المجالات، خرجت الزيارة بِبَيان ختامي يحمل رؤيَة ساميَة متقاطعة مع رغبة صاحب السُّمو أمير دولة قطر تؤكِّد على قوَّة الإرادة السياسيَّة للقيادة في البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ للارتقاء بأوْجُه التَّعاون كافَّة على جميع المستويات، وأنَّ الزيارة التَّاريخيَّة لجلالة سُلطان عُمان إلى دولة قطر ستفتح آفاقًا جديدةً من التَّشاور والتَّنسيق والتَّعاون بَيْنَ البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ.
البَيان انطلق بالتَّأكيد على ما يجمع البلدَيْنِ من علاقات التَّعاون والشَّراكة المتميِّزة في جميع المجالات، وحجم الفُرَص الحقيقيَّة والمتنوِّعة في البلدَيْنِ والتي تُشكِّل أساسًا متينًا لتعزيز العلاقات، وزيادة فُرَص الاستثمار، وإقامة الشَّراكات، وإنجاز مشاريع ذات قيمة مُضافة في العديد من القطاعات والميادين، فضلًا عن زيادة حجم التَّبادل التجاري وتنويعه، وتعزيز دَوْر القطاع الخاص بما يُحقق التَّكامل في مصالح البلدَيْنِ، كما أكَّد جلالة السُّلطان وسُمو الأمير على الرَّغبة المُشتركة في التَّعاون في مجال الطَّاقة النَّظيفة، والتَّعاون المُشترك في تبادل الخبرات للحدِّ من التغيُّر المُناخي.
ونظرًا لِمَا تحمله الزيارة من أهميَّة كبرى تُمثِّل حجم القائدَيْنِ وبلدَيْهما في محيطهما الإقليمي والعالمي، فقد حرص البَيان الختامي على التَّعبير عن الرُّؤى العُمانيَّة القطريَّة تجاه عددٍ من القضايا، حيث اتَّفق الجانبان على أهميَّة مجلس التَّعاون لدول الخليج العربيَّة في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، كما شدَّدا على ضرورة تعزيز التَّشاور وتنسيق المواقف على المستوى الثنائي، وفي مختلف المحافل الإقليميَّة والدوليَّة؛ من أجل خدمة القضايا العربيَّة والإسلاميَّة، ودعم القضايا الإنسانيَّة العادلة، وفي مقدِّمتها القضيَّة الفلسطينيَّة، وتعزيز الأمن والاستقرار بمنطقة الشَّرق الأوسط والعالَم.
إنَّ ما شهدناه خلال الزيارة يجعل الشَّعبَيْنِ طامحَيْنِ في أنْ تكون الزيارة انطلاقة متجدِّدة لعلاقات تكامليَّة تفتح الآفاق للخطوات التنمويَّة في السَّلطنة وقطر، وتفتح الطَّريق حَوْل تبادل منفعة يُقوِّي أواصر الأُخوَّة، ويرفد اقتصادَيْهما بمشاريع تفتح الطَّريق نَحْوَ نُموٍّ مُستدام، ويوفر وظائف للشَّباب العُماني والقطري. فهذه الزيارة السَّامية قد رفعت بالتَّأكيد سقف الطُّموحات، وعلى حكومتَيْ السَّلطنة وقطر البدء فورًا في تنفيذ الخطوط العريضة لهذا التَّعاون الاقتصادي والسِّياسي والعسكري المأمول، الذي رسمه بوعْيٍ وإدراك جلالة السُّلطان المعظَّم ـ أبقاه الله ـ وأخوه صاحب السُّمو أمير دولة قطر، فالحكومتان مطالبتان بسرعة تلبيَة طُموحات مواطنيهما، والعمل على تحقيق ما تمَّ الاتِّفاق عليه بَيْنَ القائدَيْنِ الحكيمَيْنِ؛ لِمَا سيكون له مردود كبير في المستقبَل المنظور.