ليلى الرجيبية:
الضيف الثقيل وغير المرحب به يعود باسم جديد.. لم يدخل دولة إلا واستاءت من ضيافته فقد أنهك العالم لعامين متتاليين أصيب من أصيب وتوفي من توفي به.. ورغم سوء معاشرته بين الأمم إلا يصرُّ على العودة وبكل قوته ليثبت مسماه بأنه الاقوى بين سلالات (كوفيد ـ 19).. ليجتاح الخوف العالم من جديد، وقد تبدأ نواقيس التحذيرات والاغلاقات لدى العديد من الدول ولدى 7 دول بمنطقة جنوب أفريقيا كونها المحتضن للسلالة الجديدة بالرغم أن الكثير من الدول أغلقت رحلاتها للقادمين والمغادرين الى إشعارات ولن تكون السلطنة بمعزل عن العالم فقد أخذت اللجنة العليا كافة التدابير بتعليقها دخول السلطنة لكافة القادمين من الدول الأفريقية السبع تجنبًا لأي انتشار في ربوع السلطنة ما إن لبثنا أن يكون هناك تناقص وصفر في حالات الوفيات في السلطنة إلا أننا لم نكمل فرحتنا إلا بسماع وقراءة ومشاهدة وسائل الاعلام تحذر من جديد من تفشي المتحور الجديد وليتها إشاعة بمثل الاشاعات التي مرّت علينا إلا أنها للأسف الحقيقة المُرّة التي لا بد من التعايش معها ووضعها في الحسبان.
لتبدأ شركات الأدوية بالعمل على تحسين وتعديل اللقاحات إيجاد الدرع الواقي والآمن لمواجهة المتحور الجديد (بي 1,1,529) بطفراته الـــ(30) أي أنها تُقدّر بضعف عدد الطفرات التي تم اكتشافها في سلالة (دلتا) وتلك كانت خلال الاشهر الماضية الاكثر انتشارًا بحسب ما تم نشره فهناك العديد من الدول الاوروبية سجلت أرقامًا حقيقية للمصابين بهذا المتحور.
لذا الكثير من التفسيرات القت اللوم على عدم توفر اللقاحات وتوزيعها فيما بينهم بشكل عادل وآخرون فسرّوا أن ظهور المتحور الجديد ناتج من الاهمال في أخذ التدابير والتقيد بالاحترازات اللازمة لهذا انتشر الوباء ليكون على مدخل العام 2022 وليته ينتهي بانتهاء ديسمبر الجاري لتكون صفحة وانطوت فقد شتت الكثير من الأسر وأغلق العديد من البيوت وأرهق المؤسسات الصحية والاقتصادية وظهرت العديد من الحالات النفسية التي يعاني منها الأصحاء والمصابين بهذا الوباء.
ارتداء الكمامات وفرض التباعد على أنفسنا هي الخطوة الأولى التي لا بُدَّ أن نتقيد بها بالرغم من اننا لم نفارق الكمامات والمعقمات ولكن الحذر واجب في إعادة بلورة التدابير الاحترازية وغرسها في نفوسنا من جديد حتى لا نعود للوراء بما فيها الغلق التام وفرض قيود التنقل وهبوط الاقتصاد وإرهاق مؤسساتنا الصحية، كل تلك الاجراءات لا نتمنى العودة إليها، حيث إننا ذو فكر ثقافي راقٍ للغاية وبما أنها ليست المتحورة الجديدة فقد عايشنا متاعب ما قبلها، وهذه المرّة نستطيع أن نرهق (اوميكرون) بخنقه وعدم تفشيه وانتشاره بيننا، فالحكومة قائمة بالدور الكبير واللجنة العليا تطرح الجيد وعلينا المتابعة والالتزام مع التنفيذ، ونسأل الله الصحة والسلامة للجميع وأبعد الله عن وطننا كافة الأمراض والفيروسات ما ظهر منها وما بطن.

من أسرة تحرير الوطن