تسعى معظم بلدان العالم إلى تعزيز ثقة المستهلك في الداخل بالمُنتَجات الوطنيَّة من خلال ترسيخ فكرة جودتها ومضاهاتها لجودة المُنتَجات المستوردة، بالإضافة إلى التركيز على تنافسيَّة أسعارها مقارنة بالمُنتَجات المستوردة، وإلى دَوْرها في تشغيل الأيدي العاملة الوطنيَّة. لذا تطلق العديد من الدول حملات لدعم المُنتَج الوطني؛ بهدف تغيير الثقافة الاستهلاكيَّة لدى مواطنيها، والعمل على تعميق قناعات المستهلك بالمُنتَج الوطني، وتعزيز الدَّور الذي يقوم به أصحاب المصانع للارتقاء بمنتجهم وتحسين جودته، وتعمل على تكاتف المجتمع الصناعي والتجاري لدعم المُنتَجات الوطنيَّة، وكذلك تعزيز الهُويَّة من خلال استهلاك المُنتَج ودعم الاقتصاد الوطني، وتحسين الصورة الذهنيَّة للدولة داخليًّا وخارجيًّا، ممَّا يكون له مردود جيِّد على الأنشطة الاقتصاديَّة في القطاعات كافَّة، ممَّا يصبُّ في سياسات التَّنويع الاقتصادي.

وتلعب تلك الحملات دَوْرًا مُلهِمًا في إيجاد سوق وطنيَّة كبيرة تضمُّ خليطًا من المُنتَجات، والعلامات التجاريَّة المتعدِّدة التي ستُسهم في إثراء الصناعة المحليَّة ورفع نسبة الصادرات، فهي حملات تسعى إلى تعزيز ثقافة الانتماء للمُنتَج الوطني وغرس روح الولاء له، وإعطائه الأولويَّة، الأمر الذي أسهم في توطين الصِّناعات، وتحقيق الاكتفاء الذَّاتي على مختلف المستويات. ومن هذا المنطلق، أطلقت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار النُّسخة الثَّانية من حمْلة "صُنع في سلطنة عُمان" دعمًا للمُنتَجات العُمانيَّة بالتَّعاون مع غرفة تجارة وصناعة عُمان والمؤسَّسة العامَّة للمناطق الصناعيَّة (مدائن) وهيئة تنمية المؤسَّسات الصَّغيرة والمتوسِّطة، وبالتَّنسيق مع عددٍ من المراكز التجاريَّة بمختلف المحافظات وتستمر لمدَّة شهرٍ كامل.

إنَّ انطلاق حمْلة "صُنع في سلطنة عُمان"، بالتَّزامن مع العيد الوطني الحادي والخمسين المَجيد، جاء بهدف دعم وتشجيع المُنتَج العُماني على المستوى المحلِّي والخارجي. الجدير بالذِّكر أنَّ حمْلة "صُنع في سلطنة عُمان" بدأت منذ العام الماضي، وهذه النُّسخة الثَّانية للحمْلة وهدفها التَّرويج للمُنتَجات الوطنيَّة محليًّا، والتَّركيز على إبراز جودتها التي تنافس المُنتَجات المستوردة، وتكثف وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار التَّرويج لهذه الحمْلة وستكون في مختلف محافظات السَّلطنة، كما ستشارك الوزارة بالتَّعاون مع وزارة التَّربية والتَّعليم في تثقيف أبنائنا الطَّلبة والطَّالبات بأهميَّة دعم وتشجيع المُنتَجات العُمانيَّة، كما ستكون هناك حمْلة ترويجيَّة كبيرة من خلال الإعلانات في الطُّرق والمُجمَّعات التجاريَّة بالتَّعاون مع غرفة تجارة وصناعة عُمان.
فالصناعة العُمانيَّة تحظى بسمعة طيِّبة من خلال تميُّزها وجودتها ومطابقتها للمواصفات القياسيَّة العالميَّة، وهو ما نستطيع أنْ نبني عليه أثناء تلك الحمْلة، التي سيكون لها مردود كبير في الأسواق المحليَّة، ثمَّ العالميَّة، حيث تهدف الحمْلة إلى تعزيز بيئة الأعمال ودعم وتشجيع المُصنِّعين ومُقدِّمي الخدمات العُمانيِّين من أصحاب المؤسَّسات الصَّغيرة والمتوسِّطة، وكذلك دعم الصناعة العُمانيَّة من خلال التَّعريف والتَّرويج للمُنتَجات العُمانيَّة، وتشجيع المستهلك المحلِّي والمُقيم على أرض سلطنة عُمان لشراء المُنتَج العُماني، وتعزيز الشُّعور بالفخر بالصِّناعات الوطنيَّة. وتتضمَّن حمْلة "صُنع في سلطنة عُمان" افتتاح رُكن خاصٍّ للمُنتَجات العُمانيَّة في عددٍ من المراكز التجاريَّة في مختلف محافظات البلاد منها، كما ستشمل عددًا من الفعاليَّات والأنشطة خلال فترة الحمْلة.

وتركِّز الحمْلة على إيجاد منافذ بيع خاصَّة بالمُنتَج العُماني في أسواق المراكز التجاريَّة المنتشرة في جميع المحافظات وتخصيص رُكن خاصٍّ للتَّسويق والتَّرويج عنها، وعلينا أنْ ندعم تلك الحمْلة ونسعى إلى شراء المُنتَجات العمانيَّة، فذلك بالتَّأكيد سيكون له مردود اقتصادي كبير، وسيفتح الطَّريق لتطوير الصِّناعات الوطنيَّة، ثمَّ توفير المزيد من فُرَص العمل للأيدي العاملة الوطنيَّة، فالفائدة لَنْ تكون فقط لأصحاب المشاريع الإنتاجيَّة، بل سيكون لها فوائد سيجنيها المواطن العُماني كُلٌّ في موقعه، فالفوائد الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة من شراء المُنتَج الوطني كبيرة ومتعدِّدة، وستنقل هذه المُنتَجات إلى رحاب العالميَّة في المستقبَل القريب.