مسقط - العمانية: دشَّن المتحف الوطني امس معرض (عبق اللبان)، تحت رعاية صاحب السمو السيد كامل بن فهد بن محمود آل سعيد مساعد الأمين العام لمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، وبالتعاون مع السفارة الإيطالية في سلطنة عُمان، ومؤسسة (بيرفوموم) الإيطالية في تورينو.
يضم معرض (عبق اللبان) مقتنيات متحفية مُعارة من الجمهورية الإيطالية ومقتنيات أثرية عُمانية تقف شاهدة على تقاليد عريقة تعود لآلاف السنين، ويسلّط الضوء على استمرارية العلاقات العُمانية - الإيطالية عبر العصور، والتي جسّدتها القوافل التجارية حاملة اللبان الثمين والتوابل كسلع استهلاكية رائجة في العالم الغربي.
وتأتي أهمية هذا المعرض كون اللبان قد حظي بمكانة عالية لدى المجتمع الروماني خاصة في البلاط القيصري والمجتمعات الأرستقراطية.
ويقول سعادة جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني حول هذه المناسبة: يأتي المعرض ليجسّد القيمة التاريخية لشجرة اللبان؛ كونها تمثّل جسرًا للتواصل مع حضارات العالم القديم، ولأجلها تحرّكت القوافل التجارية في مسارات مختلفة، وقد ظهرت تجارة اللبان الدولية منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد؛ حيث شملت كلًّا من بلاد الرافدين، ووادي السند، ومصر الفرعونية، وتأكيدًا على أهمية تجارة اللبان قديمًا في صياغة الحضارة الإنسانية عبر التاريخ؛ فقد تم إدراج أربعة مواقع أثرية تختص بتجارته في قائمة التراث العالمي لمنظمة (اليونسكو)، وهي مدينة البليد، ومدينة خور روري (سمهرم)، ومدينة شصر (أوبار)، ووادي دوكة.
وقالت سعادة فيدريكا فافي، سفيرة إيطاليا المعتمدة لدى سلطنة عُمان (إن معرض عبق اللبان جاء تزامنًا مع أسبوع المطبخ الإيطالي السادس لتسليط الضوء على العلاقة بين الطعم الشهي والروائح الزكية، حيث إنّ العبق عنصر رئيسي من عناصر الوجبات الشهية، كما نعمل على الترويج للأبعاد الثقافية والتاريخية لفن الطهو على المستويات الخارجية والعالمية).
وعلّقت سعادة الدكتورة نورا عرابة حداد، ممثلة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في سلطنة عُمان والتي حضرت المعرض قائلة: (نقف وقفة احترام لهذه الشجرة، التي يوجد نوعها فقط في هذه المنطقة، والتي بسببها، ازدهرت التجارة والتبادل الثقافي عبر التاريخ، مما يوضح لنا أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي).
كما صرّحت روبرتا سونزاتو، أمينة معرض (عبق اللبان) من الجانب الإيطالي: (المعرض مُستوحى من أعمق معاني البخور، حيث حظي اللبان لدى المجتمع الروماني بمكانة عالية في البلاط القيصري ولدى العوائل الأرستقراطية، فكان ثمينًا كالذهب، وأصبح رمزًا دينيًا مقدسًا لدى بعض الديانات).