الدوحة ـ من بدر الزدجالي وصالح البارحي:
■■ عاد منتخبنا الوطني الأول للتدريبات مباشرة دون توقف بعد مباراة العراق، حيث خاض الأحمر حصته التدريبية المعتادة في تمام الساعة الخامسة مساء أمس على ساحة ملعب الإرسال رقم (3)، حيث تنوعت الحصة التدريبية التي بدأت بتمارين إزالة الإرهاق للاعبين المشاركين في المباراة، قبل أن يبدأ المدرب في رسم سيناريو مباراته القادمة أمام قطر ضمن منافسات الجولة الثانية لبطولة كأس العرب والتي ستحدد بشكل كبير مصير الفريق الأحمر في التأهل من عدمه خصوصا في ظل فوز قطر على البحرين في لقاء أمس الأول.■ ■

التدخلات التي قام بها برانكو في المباراة أجدها غريبة للغاية، ولم تكن في توقيتها المثالي الذي يؤكد على قراءة واقعية له، فعندما كانت النتيجة التعادل السلبي قام بالزج بثلاثة لاعبين وهم عصام الصبحي بدلا عن المنذر العلوي وأرشد العلوي بدلا عن جميل اليحمدي وعبدالله فواز بدلا عن محسن جوهر عند الدقيقة (61).

حيث حرمنا برانكو من سرعة المنذر وجميل في الوقت الذي زادت فيه الإصابات العضلية للاعبي المنتخب العراقي والذي بدأ مدافعا وارتكب لاعبوه الكثير من الأخطاء الفردية بالقرب من منطقة الجزاء للتعامل مع سرعة اللاعبين الاثنين على وجه التحديد، حيث يميل عبدالله فواز وأرشد العلوي لمساندة حارب السعدي أكثر من التوجه للأمام وتهديد مرمى المنتخب العراقي الذي أصبح يعاني الأمرَّين في تلك اللحظات، كما أن أسلوب لعب عبدالله فواز وأرشد يمتاز بالبطء من خلال تمرير الكرات أكثر منه التوجه بسرعة نحو مناطق دفاع المنتخب العراقي، ما أفقدنا الكثير من التوهج في تلك اللحظات التي كنا نحتاج فيها إلى تسريع اللعب أكثر من تهدئته، ولولا الطرد الذي جاء بعد (7) دقائق من دخول ثلاثي منتخبنا لكان الوضع معقدا للغاية بطبيعة الحال. التغيير الأكثر حيرة هو ما قام به برانكو بإدخال خالد الهاجري بدلا عن محسن الغساني عند الدقيقة (81) والنتيجة كانت لمصلحة منتخبنا 1/‏صفر، وكنا نتوقع إدخال لاعب وسط مدافع أو مدافع والاكتفاء بعصام الصبحي في المقدمة، حيث إن الفوز بهدف هو ذاته الفوز بهدفين، كما أن المنتخب العراقي منقوص العدد وبإمكانك التعامل معه بذات الأسماء لتسجيل هدف ثانٍ متى ما سنحت الفرصة، فالهدف الأهم هو المحافظة على الثلاث نقاط كاملة في بداية المشوار وليس تسجيل دستة أهداف تحصد من خلالها نفس عدد النقاط بالنهاية.

أخطاء واضحة
أخطاء فردية وجماعية كانت واضحة على أداء لاعبي منتخبنا في مباراة أمس الأول، حيث غاب التركيز والانضباط ودقة التمرير عن الأغلبية، الأمر الذي كان محيرا للجميع، خصوصا وأن المنتخب العراقي يمر بمرحلة عصيبة في تاريخه وليس كما كان عليه في الوقت السابق، حيث إن أغلب لاعبيه لا يمتلكون الخبرة الكبيرة جراء رحلة التغيير والتجديد التي طالت الفريق، ومن باب أولى فإن برانكو مطالب بأن يعالج كل ما ظهر عليه لاعبونا في المباراة من سوء تنظيم أو انعدام الثقة، فاستمرار ما شاهدناه أمام العراق يعني صعوبات بالغة في المباراتين القادمتين أمام قطر والبحرين اللذين قدما مباراة مميزة من كافة الجوانب، سواء التنافسية أو غياب الأخطاء ووضوح الأهداف بالنسبة لكليهما.

تدخلات غريبة
ويعقد مدرب المنتخب اليوم مؤتمرا صحفيا قبل لقاء قطر سيتطرق خلاله لآخر التحضيرات للقاء قطر وعن جاهزية المنتخب للقاء الأصعب للمنتخب في هذه المجموعة والحديث عن آخر الاستعدادات.
وكان الجهاز الفني للمنتخب قد التقى بلاعبي المنتخب الوطني بمقر إقامة البعثة تحدث خلال اللقاء عن الكثير من الجوانب الفنية التي صاحبت لقاء المنتخب أمام المنتخب العراقي والأخطاء التي وقع بها لاعبونا على مدار شوطي المباراة، وخصوصا في الدقائق الأخيرة التي تسببت بإحراز العراق لهدف التعادل، على أن يعقد المدرب اجتماعا فنيا آخر مع اللاعبين لتوضيح الكثير من الأخطاء وتصحيحها قبل لقاء قطر.

أداء متوسط أمام العراق
فرط منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في ثلاث نقاط ثمينة كانت في متناول يديه بافتتاح مبارياته بكأس العرب المقامة حاليا في قطر... ليكتفي في نهاية المطاف بنقطة يتيمة بعد التعادل الحزين في الوقت بدل الضائع من لقائه أمام المنتخب العراقي الشقيق مساء أمس الأول، خصوصا وأنه كان متقدما بهدف نظيف عبر ركلة جزاء سددها صلاح اليحيائي عند الدقيقة (78) من عمر المباراة، ليتقاسم مع أسود الرافدين نقاط المباراة بعد أن تمكن حسن عبدالكريم من تسجيل هدف العراق من نقطة الجزاء كذلك في الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع في مشهد حزين للغاية عاشته جماهيرنا الوفية التي تواجدت في مدرجات استاد الجنوب مساندة لطموحاته في مونديال العرب.

منتخبنا الوطني قدم في مباراة العراق أداء متوسطا على مدار شوطي اللقاء، لم يشهد الكثير من العمل الإيجابي، سواء من جانب المدرب الكرواتي برانكو الذي عجز عن تغيير شكل الفريق بالشوط الأول رغم الاستحواذ، ومن جانب اللاعبين الذين ظهروا وكأنهم يلعبون بجانب بعضهم البعض للمرة الأولى، حيث جاء الشوط الأول سلبيا للغاية، سواء من ناحية بناء اللعب أو فرض أسلوب الفريق بساحة الميدان أو من حيث تحويل الاستحواذ من سلبي إلى إيجابي يخدم الفريق في المباراة، الأمر الذي منح المنتخب العراقي الشقيق فرصة لتهديد مرمى أحمد الرواحي من خلال سلاح التسديد المباشر من خارج منطقة الجزاء، الأمر الذي كاد يكلفنا ثلاثة أهداف حقيقية لأسود الرافدين، فيما غابت النجاعة الهجومية أو بالأحرى الشق الهجومي لمنتخبنا عن الظهور بشكل إيجابي، بل كان ظهوره على استحياء وبدون خطورة تذكر في أغلب دقائق الشوط الأول.

في الشوط الثاني تحسن الأداء بشكل واضح، وأصبح المنتخب يبحث عن هدف التقدم عبر انطلاقات أمجد الحارثي من الجهة اليمنى وتحركات صلاح اليحيائي وجميل اليحمدي وأحمد الكعبي والمنذر العلوي، إلا أن عدم فاعلية محسن الغساني كانت واضحة تماما ولم يقدم أي شيء يذكر أو يشفع له بالبقاء بالمباراة وقت أطول، الدقيقة (68) ساهمت في زيادة تفوق منتخبنا بشكل آخر وهذه المرة في جانب التفوق العددي بعد أن تم طرد اللاعب العراقي ياسر قاسم للخشونة، حيث زادت أفضلية منتخبنا وأصبح طامعا في المباراة بشكل أكبر وكان له ما أراد بعد أن تحصل على ركلة جزاء بعد (10) دقائق من حالة الطرد للاعب العراق ليسددها صلاح اليحيائي هدف التقدم، لتسير الأمور كما يتمناها الفريق الأحمر قبل أن يرتكب أمجد الحارثي خطأ ساذجا بلا مبرر في الوقت بدل الضائع من عمر المباراة ليحصل من خلاله العراق على ركلة جزاء ترجمها حسن عبدالكريم هدف التعادل في الدقيقة (8+90) ليضيع فوزا كان في المتناول.

وللأمانة، فإن الأداء الذي ظهر عليه منتخبنا في المباراة هو استمرار لسلبية ما قدمه المنتخب في مباراتي الصين واليابان بتصفيات المونديال، حيث ظهر عجز برانكو عن القيام بأي ردة فعل لتغيير ما كان عليه الفريق بتلك المباراتين، بل ترك الحبل على الغارب ليواصل منتخبنا الهبوط نحو رحلة لا نتمنى أن تطول في المراحل القادمة.