فيما يزخر تاريخنا بسير أعلام وعلماء أسهموا إسهامًا بارزًا في المسار الحضاري العماني, فإن واجبنا أن ننهل مما تركه هؤلاء الأعلام، وذلك عبر سبر أغوار سِيرهم ومعرفة الأوضاع الفكرية والاجتماعية والسياسية في عصورهم، ما يكوِّن لنا صورة متكاملة نستوعب من خلالها ما تركه لنا علماؤنا من تراث ونتاج فكري.
ومن ضمن جهود النهل مما تركه العلماء، يأتي المؤتمر الدولي الذي يعتزم النادي الثقافي إقامته خلال الفترة من ٢٣ إلى ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٢ والذي يتناول فكر الإمام الربيع بن حبيب وتجربته الإصلاحية ورؤيته الحضارية.
وسيحرص المؤتمر على تناول الإسهام الحضاري للإمام الربيع بن حبيب بشكل شمولي عبر مجموعة من المحاور عن حياته والأوضاع الفكرية والاجتماعية والسياسية في عصره، وإسهامه في حفظ السنة النبوية وفكره العقدي والفقهي والأصولي وآثاره ومصادره المعرفية، ومشروعه الإصلاحي والدعوي وصولًا إلى فكره وتجربته برؤية مستقبلية.
وكشخصية جامعة لعدد من العلوم الشرعية، يسعى المؤتمر إلى توظيف النتاج الفكري والدور الإصلاحي الرائد للإمام الربيع بن حبيب في بحوث أكاديمية تجمع بين الأصالة والمعاصرة، الأمر الذي يفضي إلى ربط الأجيال بهذا العالم الجليل بصفته أحد الأئمة الأفذاذ الذين رفدوا الثقافة الإسلامية عامة والعُمانية خاصة, فهو حجة حافظ ومُحدِّث وفقيه، ويُعد مسنده من أوائل ما أُلِّف في الحديث الشريف، وترك آثارًا وفِقهًا منقولًا عنه واسعًا تناقلته المصادر بعده.

المحرر