برانكو يواصل (التخبط) و (التحكيم) يحبطنا مرة أخرى و(مفصلية) البحرين مشروطة

رسالة الدوحة ـ من صالح البارحي:
كما هي عادتنا نحب الصعب ... نختار مرحلة حرق الأعصاب ... ولا نترك رحلتنا تمر بهدوء وسلام وطمأنينة ... كما هي عادتنا نعشق التأليف ونترك الواقعية ... نعشق أن نضيع كل الفرص ونختزلها في المهمة الاخيرة ... لا قديم يعاد ولا جديد يذكر .. نحن دائما هكذا في المحافل الكبيرة ... لا نحسم الامور مبكرا رغم كل الفرص التي تأتينا ... بل نعكر صفو تلك الفرحة ونحولها إلى حزن قد يطول في حالة عدم الحصول على المراد في نهاية المطاف ... وحينها نبحث عن مبررات تمنحنا سرعة تجاوز ذلك الاخفاق وتحويل مسار السخط الجماهيري إلى مكان آخر في غمضة عين ...
منتخبنا في كأس العرب ... فرّط في (4) نقاط على أقل تقدير من أصل (6) نقاط ممكنة في لقائيه السابقين أمام العراق (1/1) وأمام قطر (1 / 2 ) ... فرّط فيها رفقة جملة أسباب سنأتي إليها تباعا ... وفي الوقت القاتل الذي يفترض أن يكون لاعبو الاحمر في عز تركيزهم وقتاليتهم للحصول عليها ... في حين لم يتبق لنا سوى لقاء البحرين الحاسم والمصيري غدا على ستاد أحمد بن علي ... فالفوز وحده من يدعمنا للتأهل رفقة العنابي القطري وهو ذات الهدف الذي يسعى له الشقيق البحريني ... فماذا عسانا فاعلون !!!
فشل برانكو
الكرواتي برانكو مدرب منتخبنا الوطني أثبت فشله الكبير في اللقائين ... هو من تسبب في تسليم المباراتين للعراق وقطر على التوالي ... الأول حصل على نقطة في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع في المباراة ... والثاني خطف النقاط كاملة في ذات التوقيت من عمر المباراة ... إذن هو أهم أسباب ضياع (4) نقاط كاملة كانت ستكون في رصيد منتخبنا لولا قراءته الواقعية لمجريات المباراتين في الوقت الأخير ... ولن يحتاج الأحمر سوى إلى تعادل لضمان التأهل للمرحلة القادمة ... لكنه (تفلسف) بشكل غريب للغاية ليضع الاحمر العماني في (مأزق) كبير لا يخرجه منه سوى الفوز على البحرين وتعثر العراق في مباراته أمام قطر بالخسارة أو التعادل ... ليكون امر التأهل مشروطا وليس بيدك كما كان عليه في الحالتين السابقتين ...
برانكو احترف (التأليف) في الدقائق الحاسمة من المباريات ... فتجده يقوم بتغييرات غير مفهومة ولا جدوى منها سوى ضياع هوية الفريق المندفع ووضعه في خانة (الدفاع) السلبي الذي تكثر معه الاخطاء في المناطق الخلفية ومنها وصول المنافسين إلى مرمانا بسهولة ويسر ... ففي لقاء العراق أظهرت قراءته الغريبة للمباراة بأنه ليس قارئا جيدا للمباريات في شوط المدربين ... فأخرج من أخرج وأدخل من أدخل ليس لهدف محدد بقدر ما هو تغيير من أجل التغيير ... فحصل العراق على ركلة جزاء في الثواني الاخيرة من الوقت بدل الضائع ليضيع مجهود لاعبينا سدى ويقتسم العراق معنا نقاط المباراة بشكل دراماتيكي غريب ... وفي لقاء قطر أمس الأول كرر نفس الخطأ والسيناريو الغريب والعجيب ... فبعد هدف التعادل الذي أحرزه خالد الهاجري عند الدقيقة (74) وعودة المباراة لنقطة الصفر وظهور أفضلية لمنتخبنا ... جاء دور (فلسفة) برانكو العجيبة ... فبدلا من إبقاء الفريق متوازنا قام بإخراج عبدالله فواز وهو واحد من اللاعبين الذين يقومون بدور دفاعي متمكن وإدخال جميل اليحمدي الذي يمتلك نزعة هجومية بحته مقارنة بالجانب الدفاعي (87) وإدخال فهمي دوربين بدلا من صلاح اليحيائي أنشط لاعبي المنتخب في المباراة والذي كان يمثل صداعا مزمنا لدفاعات قطر (87) ... هذان التغييران منحا المنتخب القطري فرصة التقاط الانفاس خاصة بعد تدخل سانشيز بإخراج عبدالعزيز حاتم وإدخال مهاجم صريح وهو محمد مونتاري (90) ليستعيد العنابي الثقة أكبر عن ذي قبل ويبدأ في استلام زمام المبادرة في المباراة ساعده في ذلك دخول فهمي دوربين للدفاع بداخل منطقة جزاء منتخبنا ليحدث ربكة غير مستحبة في أكثر من لعبة ليأتي (دوربين) بهدف عكسي في شباك ابراهيم المخيني (90+9) ليضيع جهد لاعبينا كله هدرا ويخطف قطر النقاط الثلاث في مشهد حزين تكرر مرتين في البطولة حتى الآن ... بعد أن تأكد فشل برانكو في التعامل مع الدقائق الاخيرة في أكثر من مشهد .
مشهد يتكرر
المشهد الحالي الذي يسبق مواجهة منتخبنا الاخيرة أمام البحرين غدا ليس بالجديد ، فقد عانينا كثيرا مثل هذه المواقف التي نجد أنفسنا من خلالها مطالبين بضرورة البحث عن تصحيح المسار سريعا قبل ان تكون ملازمة لنا في المناسبات القادمة ، حيث نساهم في ضياع كل الفرص السانحة التي تأتينا في حسم الامور من البداية ونترك فرصتنا معلقة للمرحلة الأخيرة ، هذا ما حدث لمنتخبنا في نهائيات آسيا بالإمارات بعد أن خسرنا أمام أوزباكستان بستاد الشارقة وبشكل سهل للغاية في الوقت القاتل ، وساهم التحكيم في خسارتنا أمام اليابان بركلة جزاء ظالمة ، لتبقى مواجهتنا مشروطة أمام تركمانستان التي حسمت أمر صعودنا للدور الثاني من النهائيات شريطة تسجيل ثلاثة أهداف وتحقيق نتائج معينة لفرق أخرى بالمجموعات الأخرى ، وهذا ما تحقق في نهاية المطاف .
الامر تكرر في خليجي 24 بالدوحة ، حيث أضعنا فرصة تأهلنا في مباراتنا الاخيرة أمام السعودية وكنا بحاجة إلى تعادل أو الخسارة بأقل من 3 أهداف وفق نتيجة مشروطة لمباراة الكويت والبحرين، حيث خسرنا المباراة بثلاثية مقابل هدف ليخرج منتخبنا من الدور الأول في مشهد حزين رغم وجود الكثير من الفرص للتأهل .
اليوم ، نعيش ذات السيناريو مع مدرب آخر وهو (برانكو) الذي ارتأى أن يضعنا في ذات المشهد المقلق ، فالصعود للمرحلة القادمة ليس بأيدينا بل مرتبطا بنتيجة لقاء الغد أمام البحرين والذي يجب من خلاله تحقيق الانتصار، ومرتبط بنتيجة لقاء العراق وقطر في الجانب الثاني، حيث إن الامر ليس بيديك حاليا بل أصبح بيد الآخرين، ومن الممكن أن يحدث أو لا يحدث وحينها لكل حادثة حديث ، فلماذا لا نتعلم من كل ما حدث سابقا يا ترى !!!
إلى متى !!
لا أعلم إلى متى ستظل لعنة التحكيم تطاردنا بهذا الشكل الغريب ... لا أعلم إن كانت كل الظروف يجب ان تقف ضدنا في وجه طموحاتنا ... ليس من المعقول أن نرى مشاهد تتكرر في مسيرة منتخبنا وتحرمه من تحقيق أهدافه المبتغاة في مناسبات عديدة ... ففي لقاء المنتخب القطري تحديدا في مرحلة الذهاب بتصفيات المونديال وعلى ساحة ستاد الجنوب خسر منتخبنا وتسبب التحكيم في جزء كبير، وفي لقاء المنتخب القطري كذلك بذات التصفيات بمرحلة الإياب خسر منتخبنا اللقاء بسبب التحكيم بشكل مباشر ، وبالامس وأمام المنتخب القطري – كذلك – خسر منتخبنا المباراة بسبب التحكيم دون جدال، فالحكم احتسب ركلة جزاء فيها الكثير من الشكوك سجل منها المنتخب القطري هدف التقدم ، قبل أن يتغاضى عن الكثير من الضرب المتعمد للاعبينا من قبل القطريين الذين استخدموا كل اساليب العنف في التعامل مع حيوية اليحمدي وصلاح والغساني، فيما ختمها بإضافة (7) دقائق وقتا بدل ضائع سجل فيها المنتخب القطري هدف الفوز المشكوك في صحته جملة وتفصيلا ليمنح القطري النقاط الكاملة التي لم تكن مستحقة بالنسبة له كما كانت في المباريات الماضية ... فهل يستمر الظلم التحكيمي مصاحبا للقاءات منتخبنا دون ردة فعل من الاتحاد العماني لكرة القدم !!!

لقاء مشترك
التقى صباح أمس سالم بن سعيد الوهيبي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم ورئيس بعثة منتخبنا في بطولة كأس العرب بالدوحة مع لاعبي منتخبنا وجهازيه الفني والاداري، حيث تناول معهم وجبة الافطار وتحدث عن المرحلة السابقة وما صاحبها من ملاحظات وبالتحديد عن نتيجة مباراة منتخبنا امام قطر مساء أمس الأول، وأكد على أهمية العمل على تحقيق الانتصار على البحرين في لقاء الغد والوصول للمرحلة القادمة من البطولة، حيث تعاهد الجميع على تقديم كل ما في وسعهم لتجاوز عقبة البحرين في اللقاء المفصلي .