يحق لمدينة نزوى أن تكون عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الحالي 2015م ، منطلقة في ذلك من مخزون العطاء الفكري والعلمي الذي عرفته نزوى قبل حوالي 12 قرنا من الزمان، وليس أبلغ هنا في وصف نزوى والفخر بها مما قاله حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه - بأنها " معقل القادة والعظماء، وموئل العلماء والفقهاء".
قبل تتويجها كعاصمة للثقافة الاسلامية، لم تكن مدينة نزوى في محنة تحقيق المعايير التي وضعتها المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم " الايسسكو " لاختيار عواصم الثقافة الاسلامية في العالم العربي وآسيا وإفريقيا، فنزوى لديها ما يؤهلها وبجدارة من نتاج ثقافي وعلمي وحضاري وتاريخي لتبوء هذه المكانة العالمية، وليس بخاف على كل من يلج الى مدينة نزوى أثر ذلك النتاج المرتبط بشواهد تاريخية لا تزال حاضرة، سواء في قلعتها الشهباء ، وحصونها ومساجدها وبيوتها الأثرية وحاراتها القديمة وأفلاجها التاريخية، وقبل ذلك كتب التاريخ التي سطرها العلماء وقادة الفكر من أبناء نزوى وقاصدوها للعلم والمعرفة.
في الأول من يناير الحالي، بدأت مدينة نزوى في حمل راية عاصمة الثقافة الاسلامية لهذا العام ، وفي نهاية ديسمبر 2015م سوف تسلم هذه القيادة الي مدينة عربية أخرى، وما بين ذلك من فترة خلال اشهر وايام عامنا الحالي، ستشهد نزوى حراكا ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، من المؤكد أنه تم الاستعداد له من قبل المعنيين بأمر برنامج نزوى عاصمة الثقافة الإسلامية ، وعليه من المنتظر ان يكون لهذا الحراك انعكاس اقتصادي في مجالاته المتعددة، لا سيما من ذلك ارتفاع حجم الأشغال في الفنادق والاستراحات ومواقع الايواء، وتنشيط الحركة في الاسواق والمحلات التجارية، والنقل وغيرها من الانشطة الاقتصادية الاخرى التي سوف تستفيد بلا شك من نشاط برنامج الاحتفاء بعاصمة الثقافة الاسلامية.
إذن يتأكد هنا أن اختيار مدينة نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية، لا تقتصر فوائده وايجابياته على تعزيز الدور التاريخي والحضاري والفكري والثقافي والاجتماعي لهذه المدينة التاريخية، بل يمتد ذلك الى تعزيز حركة النشاط الاقتصادي في مختلف مجالاته، وهو ما يضع القائمين على هذه المجالات الاقتصادية في مسئولية مشتركة مع القائمين على برنامج الاحتفاء بمدينة الثقافة الإسلامية.
نزوى تشع اليوم على العالم فكرا وتاريخا وحضارة، فهنيئا لأرض الشهباء و"بيضة الإسلام " ومحضن الأئمة والعلماء ان تحظى بما يذكرنا بحضارتها التاريخية والإسلامية ، وحق لنا جميعا أن نفخر بالتواجد العماني المشرف في الماضي والحاضر ، على خارطة العالم.

د. علي البادي
[email protected]