تعمل على مزيد من التعاون والتكامل والانسجام فـي المجالات كافة

مسقط ـ العمانية: أكد سعادةُ عبد الله بن سعود العنزي سفير خادم الحرمين الشريفين المعتمد لدى السلطنة على أن الزيارة المرتقبة لصاحبِ السُّموّ الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وليّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدّفاع إلى سلطنة عُمان تأتي تأكيدًا على عُمق العلاقات التاريخية المميزة بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، وتُعدّ تاريخية لأنها ستنقل العلاقات إلى آفاق أوسع وأرحب.
وقال سعادتُه في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن زيارةَ حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى المملكة العربية السعودية ولقاءه أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وصاحب السّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز تعدّ نقلة نوعية للعلاقات العُمانية السعودية التي أسّسها السُّلطان قابوس بن سعيد بن تيمور ـ طيب الله ثراه ـ بعد الزيارة الأولى له إلى المملكة العربية السعودية، ونشهد اليوم ذلك المسار الواضح الذي يكمل مسيرته حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
وأضاف سعادتُه أن هذه الزيارة ستُحدث نقلة نوعية ومرحلة جديدة مزدهرة ومتقدّمة تنعكس على البلدين وتطلعات الشعبين الشقيقين، وستعمل على مزيدٍ من التعاون والتكامل والانسجام في المجالات كافة، حيث إن هناك قواسم مشتركة في رؤيتي البلدين: المملكة 2030 وعُمان 2040.
ووضح سعادةُ السفير أن ما حقّقه سموّ وليّ العهد السعودي من إنجازات وما أعلنه من مبادرات ومشروعات يشار لها بالبنان يعود إلى شخصية سموّه القيادية الفذّة وما يملكه من رؤية ثاقبة وجادة أسهمت في الوصول لتلك المنجزات وأصبحت مفخرة للشعب السعودي والعربي والدولي.
وأكد سعادتُه أن سموّ وليّ العهد أصبح محطّ أنظار العالم وقدوة يُحتذى بها في الدقة والإنجاز والالتزام بما يحمله من فكرٍ وطاقة ملهمةٍ وطموحٍ، وأنه بهذه المنجزات اختزل سنواتٍ ونقل المملكة العربية السعودية إلى مراحل متقدمة تضاهي الكثير من دول العالم حيث كان لتوجيهات سموّه عظيم الأثر في تعزيز بعض المفاهيم الدولية على سبيل المثال (الشفافية، الحوكمة، المساءلة) أسهمت في رفع كفاءة الأداء والإجراءات الحكومية وتخفيض النفقات المالية.
وأشار سعادةُ السفير إلى أن الزيارة تعكس العلاقة المثالية بين دول مجلس التعاون الخليجي لا سيما وأن البلدين من أكبر الدول المؤسّسة للمجلس.
وقال سعادةُ السفير إن العلاقات الاقتصادية والاستثمارية هي عنوان المرحلة الحالية بين البلدين الشقيقين، كون أن العلاقات السياسية متطابقة في كثير من الملفات، وهي تسير في نطاق مجلس التعاون الخليجي وفي العلاقات الثنائية المتميزة، وهناك تطابق في الرؤى والتشاور المشترك المستمر بينهما، خصوصًا إذا علمنا أنهما يسعيان إلى تعزيز نهج القيم الداعية إلى نشر السلام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بين الدول مع بيان الاحترام المتبادل.
ووصف سعادتُه العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية بالممتازة، إلا أن القيادتين تتطلعان إلى نقلها لنطاق أرحب وأوسع لاسيما بعد افتتاح منفذ الربع الخالي الذي ستكون له نقلة نوعية ويمثل رافدًا لكثير من المجالات بين البلدين.
وأضاف سعادتُه أن جائحة كورونا “كوفيد ١٩” كانت عائقًا في التبادل التجاري والاقتصادي والاستثماري، ومنذ قمة نيوم بين القيادتين الحكيمتين في البلدين أصبحت هناك وفودٌ كثيرة اقتصادية واستثمارية وانعقاد منتدى استثماري يضم أكثر من 120 شركة وفعالية اقتصادية بين البلدين ولقاءات ثنائية وزيارة وفود استثمارية وعقد اتفاقية بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية في الاستثمار المتبادل، والسعي إلى عقد مزيد من الاتفاقيات خلال زيارة صاحب السّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى سلطنة عُمان.
وتطرق سعادتُه إلى أن القيادتين الحكيمتين في البلدين أسّستا مجلس تنسيق سعوديًّا عمانيًّا مشتركًا انبثق منه مجلس أعمال سعوديّ عمانيّ، ولجنة تنفيذية وتسعى الحكومتان إلى أن يقوم القطاع الخاص في البلدين بدوره المأمول منه لتحقيق غايات رؤيتي ٢٠٣٠ في المملكة العربية السعودية و٢٠٤٠ في سلطنة عُمان، ولإيجاد التنوع في الاقتصاد وتوفير أكبر قدر من الوظائف.
ولفت سعادتُه إلى أن المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان تعملان على كل ما شأنه تعزيز العلاقات بينهما تنعكس على الشعبين الشقيقين وأنهما تسعيان إلى توسيع الرحلات بين البلدين بالإضافة إلى افتتاح منفذ الربع الخالي قريبًا جدًّا.
وذكر سعادتُه أن المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان لديهما الكثير من القواسم المشتركة سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي أو الدولي فهما تشتركان في الكثير من القيم وتعزيز ثقافة السلام ونبذ الإرهاب وتسعيان إلى دفع الجهود الدولية بما فيها مصلحة الدول كافة لا سيما إحلال السلام في اليمن، وسلطنة عُمان دائمًا سباقة في هذا المجال، وداعمة لكل ما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود سواء فيما يتعلق بمبادرة المملكة في العملية السياسية في اليمن أو الجهود الدولية من خلال المبعوث الدولي أو المبعوث الأميركي.
ووصف سعادةُ عبد الله بن سعود العنزي الزيارة التي قام بها معالي المهندس خالد الفالح وزير الاستثمار بعد قمة نيوم، إلى السلطنة بـ“الممتازة” في كافة أبعادها الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، حيث التقى معاليه بعدد من المسؤولين وحضر جملة من الفعاليات وزار العديد من المناطق الجاذبة للاستثمارات وشهد افتتاح منتدى استثماري ضم كافة الشركات السعودية العُمانية علاوة على زيارته المنطقة الخاصة بالدقم، إلى جانب زيارة بعض الوفود ميناء صحار واستكشاف فرص التعاون بين البلدين الشقيقين.