تأتي زيارة صاحب السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود وليِّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربيَّة السعوديَّة للسَّلطنة تأكيدًا على ما تشهده العلاقات العُمانيَّة السعوديَّة من نُموٍّ مطَّرد في جميع المجالات والأصعدة، تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم وأخيه خادم الحرمَيْنِ الشَّريفَيْنِ الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربيَّة السعوديَّة ـ حفظهما الله ورعاهما ـ خصوصًا نَحْوَ ترسيخ الاستثمار المُتبادل بَيْنَ البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ في العديد من القطاعات الحيويَّة التي تهمُّ البلدَيْنِ، وذلك في خضمِّ الطموحات الكبيرة لتحقيق قفزات اقتصاديَّة كبرى في البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ تقوم على التَّنويع الاقتصادي، ملتحفتَيْنِ برُؤى واقعيَّة تتمثل في رؤية عُمان 2040 التي أشرف على إعدادها جلالة السُّلطان المفدَّى، وانطلقت أولى خططها الخمسيَّة في ظلِّ قيادته السَّامية الحكيمة، ورؤية السعوديَّة 2030 التي يشرف على تنفيذها بهمَّة عاليَة صاحبُ السُّمو الملكي وليُّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربيَّة السعوديَّة.
إنَّ زيارة وليِّ العهد السعودي للسَّلطنة تعكس الرَّغبة الجادَّة لدى البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ في هذا التعاون، وتكتسب أهميَّة كبيرة في العديد من الأصعدة والمستويات الثنائيَّة، فهي تمثِّل انعكاسًا للعلاقات الأخويَّة الوطيدة بَيْنَ السَّلطنة والمملكة، وترجمةً للرَّوابط المَتينة التي تجمع البلدَيْنِ والشَّعبَيْنِ الشَّقيقَيْنِ وما يربطهما من وشائج ومصالح مُتبادلة والمكانة الإقليميَّة والدوليَّة التي يتميَّز بها البلدان، وتحمل تطلُّعات الشَّعبَيْنِ الشَّقيقَيْنِ إلى تحقيق مستقبَلٍ أفضل، وتعاون مُثمر ينعكس على المستويات والأصعدة كافَّة، فالتَّكامل الاقتصادي بَيْنَ السَّلطنة والسعوديَّة يُنظر له في ظلِّ هذه الزِّيارة بتطلُّعات كبرى تُناسب الطموحات بَيْنَ الشقيقتَيْنِ.
ويُعدُّ الاحتفاء بزيارة صاحب السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والرُّوح الأخويَّة التي تشملها اللقاءات، تعبيرًا عمَّا تُمثِّله المملكة العربيَّة السعوديَّة من أهميَّة كبرى لدى السَّلطنة، وتعبيرًا عن امتداد العلاقات التي لا تقتصر على مجال أو نشاط بعَيْنه، بل هي علاقات أخوَّة لها جذور تاريخيَّة عميقة، كما تؤكِّد الزِّيارة الكريمة أنَّ المملكة العربيَّة السعوديَّة لديها رغبةٌ مُلِحَّة وأكيدة في تعاون أكبر وأوسع في مجال الاستثمار وفي مجال التجارة مع السَّلطنة، ومن المؤكَّد أنَّ الزِّيارة ستصبُّ في دعْم هذه العلاقات والتي يُنتظر منها أنْ تكون نموذجًا متميزًا لعلاقات الشَّراكة التجاريَّة والاستثماريَّة التي تتَّسم بالقابليَّة للنُّمو والتوسُّع في المستقبَل؛ لِمَا لدى البلدَيْنِ من فُرَص تجاريَّة واستثماريَّة واعدة في الطَّاقة والصِّناعة والأمن الغذائي والتقنيَّة والتكنولوجيا والتَّعدين واللوجستيَّات والإنشاءات والمجالات الأخرى ذات الميزة النسبيَّة في البلدَيْنِ.
إنَّ الزِّيارات المُتبادلة بَيْنَ السَّلطنة والمملكة العربيَّة السعوديَّة وعلى المستويات كافَّة تفتح ‏آفاقًا أوسع لتطوير العلاقات البَيْنيَّة وتُمهِّد الأرضيَّة الصلبة للمزيد من مجالات التعاون، وتُسهم في تذليل العقبات والصعوبات، خصوصًا أمام القطاع الخاصِّ في البلدَيْنِ، حيث إنَّه مدعوٌّ لاستثمار هذا الزَّخم في العلاقات في المزيد من الاستثمارات المشتركة والشَّراكة التجاريَّة الهادفة إلى تعظيم الاستفادة المتبادلة، خصوصًا عندما تكون الزِّيارات على هذا المستوى المرتفع الذي سيكون بالتَّأكيد دافعًا قويًّا نَحْوَ نُمو العلاقات وتَشعُّبها سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا. فزيارة وليِّ العهد السعودي لبلده الثَّاني سلطنة عُمان ولقاؤه مع المقام السَّامي لجلالة السُّلطان المعظَّم ستفتح آفاقًا أكبر للتعاون البنَّاء والمُثمر بَيْنَ السَّلطنة والسعوديَّة في المستقبَل العاجل بإذن الله.