أثمرت الزَّيارة الرسميَّة التي قام بها صاحبُ السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وليُّ العهد نائبُ رئيس مجلس الوزراء وزيرُ الدفاع بالمملكة العربيَّة السعوديَّة إلى السَّلطنة عن فتح آفاقٍ جديدة للتَّعاون البنَّاء بين السَّلطنة والمملكة، فقد تمَّ توقيع العديد من مذكّرات التَّفاهم المختلفة المجالات في العديد من القطاعات الواعدة، التي تؤكِّد حرص القيادتَيْنِ في البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ على النُّهوض بالعلاقات الأخويَّة وتنميتها لِمَا يصبُّ في مصلحة الشَّعبَيْنِ العُماني والسُّعودي الشقيقَيْنِ، وما يتواكب مع تطلُّعاتهما، حيث تُمثِّل الزَّيارة امتدادًا للزِّيارة التاريخيَّة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى مدينة نيوم والتقى خلالها بأخيه خادم الحرمَيْنِ الشَّريفَيْنِ، لتتلاقى الرغبات في انطلاق العلاقات الثنائيَّة نَحْوَ تكامُل أخَوَي سيُشكِّل نموذجًا للعلاقات بَيْنَ دُول المنطقة.
وتنوَّعت مذكّرات التَّفاهم التي وقَّعها الجانبان خلال الزَّيارة الكريمة لولي العهد السعودي والوفد المرافق له؛ لِتؤكِّد المُضي قُدمًا في دفع منظومة العلاقات الأخويَّة نَحْوَ مستقبَلٍ يَليق بتطلُّعات الشَّعبَيْنِ الشَّقيقَيْنِ، انطلاقًا من مذكّرات التَّفاهم في المجال الإعلامي التي تسعى إلى تعزيز التَّعاون المشترك بَيْنَ البلدَيْنِ في مجالات: الأنباء والإعلام المرئي والمسموع والمقروء، حيث تضمَّنت المذكّرات، التَّنسيق المشترك بتنظيم الإعلام المرئي والمسموع لتبادل كافَّة التَّشريعات والخبرات والرَّأي حَوْلَ كُلِّ ما من شأنه أنْ يساعد في عمليَّة ضبط المحتوى الإعلامي والأخلاقي للقنوات الفضائيَّة ومحطات إذاعات FM والإعلام على الشَّبكة الدوليَّة للمعلومات (الإنترنت) والمصنَّفات الفنيَّة ومحتوى الألعاب الإلكترونيَّة، وتبادل المعلومات في هذا المجال، كما تضمَّنت تبادل الدِّراسات العلميَّة والأبحاث والخبرات في مجال الرَّصد الإعلامي والإلكتروني والتَّشريعات المنظِّمة للعمل الإعلامي كافَّة، والتَّعاون في مجالات إنتاج المحتوى الإعلامي وصناعة السينما، وإيجاد بيئة استثماريَّة جاذبة بمجالات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء.
واستحوذت القطاعات الاقتصاديَّة الجانب الأكبر من مذكّرات التَّفاهم التي وُقِّعت، حيث يُشكِّل الجانب الاقتصادي مدخلًا مُهمًّا في توجُّه الشَّقيقتَيْنِ في الوضع الرَّاهن والمستقبَل المنشود، فكلتا القيادتَيْنِ تتوجَّه نَحْوَ المستقبَل بخطط ورؤى اقتصاديَّة طموحة، تسعى إلى تحقيق الاستدامة الشَّاملة في السَّلطنة والشَّقيقة السعوديَّة، لذا مثَّلت الزَّيارة فُرصة كبيرة لتوقيع 13 مذكّرة تفاهم من أجْل العمل المُشترك في مشروعات محدَّدة ضمن القطاعات الاقتصاديَّة الواعدة عبْر قيام عددٍ من الشَّركات المملوكة لجهاز الاستثمار العُماني والقطاع الخاص بتوقيع هذه المذكرات مع نظيراتها من الجانب السعودي، وذلك تجسيدًا لرؤية قيادتَيْ البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ نَحْوَ تعزيز المجالات والجوانب ذات الاهتمام المُشترك؛ خدمةً للمصالح المُشتركة، وبما يحقِّق تطلُّعات الشَّعبَيْنِ وآمالهما.
إنّ توقيع مذكَّرات التَّفاهم بين السَّلطنة والمملكة العربيَّة السعوديَّة في مجالات الاستثمار والسِّياحة والبتروكيماويَّات يأتي في إطار تعزيز العلاقات الاقتصاديَّة بين البلدَيْنِ الشَّقيقَيْنِ، وتأكيد قوَّة الرَّوابط التاريخيَّة والأخويَّة بَيْنَ البلدَيْنِ، وتأتي تلك النَّقلة الكبرى التي صاحبت زيارة وليِّ العهد السعودي من أجْل تطوير الاستثمارات المُشتركة، وضخِّ استثمارات جديدة في السَّلطنة، بحيث يكون النموذج العُماني السعودي مثالًا يُحتذى به في مجال تعزيز التَّعاون في المشروعات الاقتصاديَّة والاستثماريَّة والتنمويَّة بَيْنَ الدول، بما يعود بالنَّفع على شعبَيْهما.