د.علي ساجد:
الفراسة علم شامل وواسع جدًّا ويحوي علومًا كثيرة ويمكن تطبيقها في عشرات البرامج والتصنيفات،والفراسة مثل أي معرفة وفن يمكن اكتسابها ويمكن توارثها عبر الأجيال.
ولذا أصبحت الفراسة متطلبًا مهمًا للزواج ينصح به في تحليل شخصية كل من الزوجينلتجنب اختلاف المزاج والقوة والضعف لدى الزوجين، عندها لايمكن الاستقرار النفسي والاجتماعي وهذا ما نعاني منه في واقعنا اليوم.
إن هذا الاتجاه الجديد لايمنحنا ما يكفي لأن نعلم عن سبب اختلاف البشر عن بعضهم بعضًا أو عنأسباب تطور شخصية الانسان بهذا الشكل أو بذاك.
إن بعض العلماء الباحثين في هذا الموضوع يعتقدونإنهم قد وجدوا هذه الجينات المؤثرة بشكل مباشر على تطور شخصيتنا وعلى مدى ردة فعلنا في مواقف معينة،وهذا الباحث(افشالوم كاسبي)ـ من معهد الدراسات النفسية في جامعة لندن يؤكد على اكتشاف الجين المسؤول على الضغط النفسي مطلقًا عليه اسم الضغط الجيني هذا الجين هو مسؤول عن ردة فعل سلبية مثل: حالات الاكـتئاب النفسي أو الحزن الشديد أو الغضب وعلى العكس يمكن للشخص الذي يملك مثل هذا الجين الرد بشكل مناسب وإيجابي للغاية دون وجود مشاكل قد تؤثر على حياة الفرد.
والباحث الأميركي (ديان هامير) يؤكد في أبحاثه عن اكتشاف جين قد يؤثر على حياة الانسان على تطوره وعلى رده على المشاكل المختلفة والمواجهة له في حياته اليومية وهو يطلق عليه اسم (الجين الإلهي) وهذا الجين يبين الاختلاف الجيني وصفات كل فرد جبل عليها وهي نوع من الروح العالية والتي بدورها حب الاستقلالية والتقدم في الحياة اليومية مما يؤثر على حياة الانسان ويجعله ناجحا بخلاف الشخص السلبي، وقد روى الإمام البخاري (رحمه الله) في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَقُول:(الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ).
وهذا ما أردناه في هذا المقال من أن التوافق والتكافؤ بين الزوجين ضرورة شرعية وفريضة اجتماعيةلكي يتقدم المجتمع،ويجب إصلاح البداية من الأسرة في الإساس وهو الصفات والخلق (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، مهم أن تكون الصفات متقاربة روحًا وعقلًا وجسدًا، ومع تقدم العلم نستطيع اكتشاف الصفات عبر تحاليل عدة منها التوقيع والخط.. وغيرها لنضمن سلامة الأسرة والمجتمع من التفكك.
* باحث من جامعة ملايا