أول من رصد البجعة السوداء فـي السلطنة

كتب ـ يوسف بن سعيد المنذري:
لكل صورة توثقها العدسة من الزاوية التي تناسب العين الثالثة للمصور قصة لا يعرف تفاصيلها سوى المكافح لاقتناص المشهد في ثوان معدودة، حيث يتسمر بعض المصورين ساعات طويلة بانتظار الهدف المراد تصويره لإكمال المهمة بنجاح والتي قد تكون محفوفة أحيانا بالمخاطر، داود بن سليمان البلوشي من ولاية شناص جذبته الحياة البرية فقرر أن يجوبها باحثا عن أجمل تفاصيلها مستكشفا أسرارها وموثقا محتواها المتنوع والمتفرد ومغتنما الفرصة التي تتيح له اللقطة المناسبة والتي قد لا تتكرر والتي تجعله في حالة ترقب دائم.
البلوشي بدأ مشواره مع العدسة في عام 2010 واختار مجال الحياة البرية ليعيش تجربة التحدي مع النفس، فقد كان يعلم جيدا بأن هذا المجال يتطلب الصبر وسرعة البديهة والجهد البدني وتحمل تقلبات الطقس في طريق مليء بالتحديات والمغامرات إلا أن إصراره على تحقيق هدفه كان الغاية الأسمى، حيث كان يعيش كل تجربة بطابع مختلف ليقيس مدى تطور مهاراته والتغلب على الأخطاء ومعالجتها فقد كان يجوب مواقع الطبيعة في رحلات متواصلة للخروج بأعمال ذات حرفية عالية نتاج قضاء ساعات قد تمتد لأيام من أجل صورة.
وحول تجربته الفنية في توثيق الحياة البرية أوضح داود البلوشي قائلا: قبل الشروع في تصوير الحياة البرية يجب على المصور البحث عن المعلومات بعناية ودقة حتى لا يضيع جهده فبعض الطيور لها مواسم وهنا يتحتم على المصور اختيار الوقت المناسب حتى تتسهل عملية التصوير، كما يجب عليه أن يتحلى بالصبر وأن يكون في جاهزية تامة لاقتناص المشهد أو اللحظات الحاسمة باستخدام الأدوات اللازمة والعدسة المناسبة لأن بعض الحيوانات تجري بسرعة كبيرة، مضيفا: البيئة العمانية متنوعة وهذا التنوع الثري يتيح لنا كمصورين المساحات الشاسعة لنروي شغفنا والبحث عن كنوز الطبيعة في الجبال والصحاري والأودية والبحار ، كما أضاف هذا التنوع قيمة كبيرة للمصور العماني في تدعيم مشاركاته الدولية وتحقيق المراكز المتقدمة والمنافسة على أهم المسابقات الدولية .
يذكر بأن المصور داود البلوشي شارك في العديد من المعارض المحلية والدولية والمسابقات ونال عددا من الجوائز ، كما تم إدراج اسمه كأول من رصد طائر البجعة السوداء في السلطنة.