تجلَّت العلاقات الوثيقة والمميَّزة بَيْن السَّلطنة والمملكة المُتَّحدة، والمُمتدَّة إلى أكثر من 200 عام، عبْر الحفاوة التي استُقبل بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ، حيث جاء الاستقبال ليؤكِّد أهميَّة السَّلطنة بالنِّسبة لعلاقات بريطانيا الخارجيَّة، حيث حرصت الملكة إليزابيث الثَّانية، ملكة المملكة المُتَّحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشماليَّة ورئيسة الكومنولث، على استقبال جلالته ـ أبقاه الله ـ في قلعة وندسور، وذلك في ظهور علني نادر؛ كونها ألغت مؤخرًا معظم المواعيد لأسبابٍ صحيَّة، حيث نصحها الأطبَّاء بالرَّاحة منذ ٢٠ أكتوبر الماضي، لكنَّها أصرَّت على استقبال جلالة السُّلطان والسَّيدة الجليلة حرمه شخصيًّا؛ بهدف إظهار الأهميَّة التي تُوليها بريطانيا للسَّلطنة، ولقيادتها، ما يعكس قوَّة ومتانة العلاقات بَيْن البلدَيْنِ الصديقَيْنِ، وما يحمله القادة من مشاعر عميقة تعكس الرُّوح الوديَّة السَّائدة.
إنَّ اللقاء الذي جمع جلالته ـ أبقاه الله ـ بالملكة إليزابيث أبرزته مُعظم الصُّحف العالميَّة، والتي أشارت لمشاعر الوُدِّ المُتبادلة بَيْن القيادتَيْن، والتي تعكس العلاقات التاريخيَّة التي تربط البلدَيْنِ، وأوجه التعاون في جميع المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للشعبَيْنِ العُماني والبريطاني، خصوصًا في التوقيتِ الدَّقيقِ الذي يشهده العالم، حيث لا يزال العالَم يمرُّ بآثار الأزمات الاقتصاديَّة والصحيَّة التي ضربته مؤخرًا؛ لِتكُونَ هذه الظُّروف دافعًا لتقويَة وزيادة الرَّوابط السياسيَّة والعسكريَّة والأمنيَّة والاقتصاديَّة بَيْن البلدَيْنِ الصديقَيْنِ، بما يتلاقى مع تطلُّعات وطُموحات الشَّعبَيْن في العديد من المجالات والقطاعات، فالزِّيارة الخاصَّة لجلالته ـ أيَّده الله ـ لها رمزيَّة كبيرة ستؤثِّر في المحيط الإقليمي والعالَمي؛ من المؤكَّد أنَّها محلُّ ترقُّبٍ إقليميٍّ وعالميٍّ للتعرُّف على ما ستُسفر اللقاءات من تفاهمات ترفع من سَقْف التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والتعاون السِّياسي والعَسْكري والأمني وغيرها من الملفَّات ذات الاهتمام المُشترك.
وبالإضافة إلى لقاء جلالته مع جلالة الملكة إليزابيث الثَّانية ملكة المملكة المُتَّحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشماليَّة ورئيسة الكومنولث والذي شهد تبادل الأحاديث الوديَّة واستعراض العلاقات التاريخيَّة التي تربط البلدَيْنِ الصديقَيْنِ وأوجُه التعاون الوثيق في المجالات كافَّة بما يخدم المصالح المُشتركة للشعبَيْن العُماني والبريطاني، إلى جانب تقديم جلالة الملكة إليزابيث الثَّانية لجلالة السُّلطان المعظَّم وسام الفارس الشَّرفي الرَّفيع، وذلك تقديرًا لجلالته واعتزازًا بالعلاقات التاريخيَّة التي تربط السَّلطنة والمملكة المُتَّحدة، يأتي لقاء جلالته بصاحب السُّمو الملكي الأمير تشارلز أمير ويلز في قصر كلارنس بالعاصمة البريطانيَّة لندن، حيث تمَّ خلال اللقاء بحث أوجُه التعاون الثُّنائي القائم بَيْن البلدَيْنِ في العديد من المجالات في ضوء ما يربطهما من علاقات طيِّبة وبما يحقِّق المصالح المُشتركة لشعبَيْ البلدَيْنِ الصديقَيْنِ.
على أنَّ اللقاء الآخر والذي لا يقلُّ أهميَّة في صُلب الزِّيارة الخاصَّة لجلالة السُّلطان المعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ هو اللقاء الذي جمع جلالته بدولة بوريس جونسون رئيس وزراء المملكة المُتَّحدة في المقرِّ الرَّسمي لرئيس الوزراء بالعاصمة البريطانيَّة لندن، حيث تناول اللقاء علاقات الصداقة التاريخيَّة التي تجمع البلدَيْنِ وبَحْث سُبل تعزيزها بما يفتح مجالاتٍ أرحبَ من التعاون الثُّنائي القائم بَيْنَهما؛ خدمةً للمصالح المُشتركة للشعبَيْن العُماني والبريطاني الصديقَيْنِ، كما جرى خلال اللقاء تبادل وجُهات النَّظر حَوْلَ العديد من القضايا التي تهمُّ الجانبَيْنِ في ضوء التطوُّرات الجاريَة على السَّاحة الدوليَّة. فحرْص قيادات المملكة المُتَّحدة كافَّةً على استضافة جلالته والحفاوة به يعكس أهميَّة الرُّؤية السَّامية، والدَّور الإقليمي الذي تلْعبه السَّلطنة في محيطها الإقليمي والدولي.