من الصعب أن تجف لغة العطاء والعمل والإبداع بالأوطان إلا بموت تلك الأوطان حين تكون غير قادرة على الحراك والحركة وصناعة الفكر من جديد ، ومن هنا أصبحنا في هذا الوطن في أمس الحاجة إلى ردم الهوة بين الأجيال من خلال تقريب المسافات بين الأجيال الماضية وأجيال اليوم ، وهذا لن يتحقق إلا في المدارس والجامعات والكليات لإثراء المناهج الدراسية بالفكر الحضاري للوطن عبر تاريخه الطويل ، وما يثلج الصدر أن مازالت أجيال هذا الوطن الساحر خلال هذا العصر تشعر بقيمة وعظمة المسؤولية الكبيرة بقيمة هذا الوطن الحضاري التاريخي الذي تعاقبت عليه حضارات متعددة منذ مئات آلاف السنين ، وتأسست فيه ثقافات أصيلة متنوعة في شتى المجالات مازالت آثارها إلى اليوم ، وكذلك تعملقت في هذا الوطن أجيال قهرت الظروف الطبيعية الصعبة القاسية آنذاك ، وروضتها في خدمتها بقوة الإرادة والعزيمة وروح العمل المتواصلة ، وبلغة التفاؤل ها هي أجيال اليوم تستشف قيمة التحدي في عظمة هذا الوطن بمنجزاته وحضارته وتاريخه ومخطوطاته وهي تعيش في حالة صراع مدركة حجم المسؤولية الكبيرة عليها من خلال البحث مع الذات في البحث عن رحلة الإنجازات والابتكارات ، ومواصلة الإبداعات بمزيد من التحدي بلغة واحدة وهي لغة العمل ، فالرحلة مازالت مستمرة بديمومة حركة الأجيال في بناء لبنات هذا الوطن العظيم ، ومن هنا ومن رحم ولادة الإنجازات والإبداعات التاريخية لهذا الوطن لتلك المراحل الصعبة نناشد وكلنا آمال كبيرة أولا الجيل الذي يبني عمان في هذه المرحلة بأن يواصلوا مرحلة البناء مزيدا من التكاتف والتلاحم في بوتقة العطاء المتجدد بعيدا عن لغة التنافر والتجاذب والسجال وإقصاء الآخر ، وكذلك نناشد كافة المفكرين والأدباء والباحثين والكتاب وحملة الشهادات العليا بأن يكونوا جميعا في سلة واحدة وهي سلة خدمة الوطن ترتقي ذواتهم وكتاباتهم ومنهجيتهم العلمية بصفة الموضوعية والمصداقية ، مجندين جل مقومات طاقاتهم وإمكانياتهم خدمة للأجيال في بث روح الحماس والتحدي من خلال رسم لوحات التفاؤل في عناصر البناء استلهاما بعبق تاريخ الماضي بإنجازاته ، والبحث عن مقومات الإبداع والابتكار وتحمل المسئولية الوطنية المشتركة بمرحلة البناء بلغة العمل ، على أن تكون خاصية النقد بين فترة وأخرى هادفة ومنظمة في تصحيح المسارات التي تتلاءم مع روح العصر من خلال أن النقد وسيلة وليست غاية بعيدا عن السخرية والتجريح في حق الوطن لكون الهدف واحدا في أن نرى عمان ترتقي دوما صفا واحدا وبجهود أجيالها المتفانية في مصاف الدول المتقدمة.

حمد بن سعيد الصواعي
[email protected]