طالب بن سيف الضباري:
استبشر الجميع بعيد التغيير الوزاري الذي حصل بعد تولى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مقاليد الحكم في البلاد، أن تتغير البيروقراطية المتبعة في تقديم الخدمة من خلال أجهزة الدولة المختلفة، وان يكون هناك تسريع وتسهيل وتبسيط في الاجراءات، وان القادمين الجدد إلى قيادة مؤسسات الخدمات لديهم فك تلك الرموز التي ظلت لسنوات تحد من حصول طالب الخدمة عليها في اسرع واسهل واقل كلفة في الوقت والجهد، وان هذه القيادات لديها الالمام كونهم كانوا من نسيج المجتمع الذي ربما البعض منهم عانى من الروتين والتأخير المتبع في الحصول على الخدمة والتي تصل بعضها الى سنوات ، أثرت ليس فقط في نفسية المواطن الذي سأم منها وكيف نفسه رغما عنه على روتينها، وانما على وضع الاقتصاد في البلد وفقد الكثير من نوافذ الاستثمار التي لو عولجت منذ فترة لكنا من بين اقوى الاقتصاديات في المنطقة، الا اننا ارتضينا ان لا يعمل بعضنا من اجل الوطن وانما من اجل مصلحته الخاصة على حساب الوطن فأثرينا باسمه ولم نعالج تلك الاسباب التي ابقتنا على ما عليه من وضع وتعطيل مصالح الناس و البلد، نعم من اتى من المسؤولين والقيادات في التغيير الوزاري الجديد قبل عام يحتاجون الى الكثير من الوقت لتطبيق المفاهيم الجديدة التي لديهم ، الا ان ذلك يفترض ان لا يؤثر على معالجة ارث البيروقراطية في تقديم الخدمة، حيث ان المجتمع يتطلع الى ملامسة التغير من خلال التسريع في انجاز معاملته في بعض مرافق الخدمة والتي للاسف الشديد بعد مضي اكثر من عام تعمل بنفس الروتين التي كانت عليه في السابق، ربما تغيرت المسميات الا انها لم تتغير معها المفاهيم الجديدة لدى من يقومون على تقديم الخدمة.
فهناك من لايزال يجرى وراء جهاز خدمي لحاجته الماسة الى انجاز معاملة مرتبطة بفترة زمنية محددة، واخر حصل على موافقة من اعلى سلطة في جهاز الخدمة ولكنها لاتزال تحت رحمة ذلك الموظف الذي اعتاد العمل وفق نظام وروتين معين، فتجد طاولة مكتبه عليها اكوام من الملفات وهو لا يشعر بالحاجة الملحة لدى أصحابها للحصول عليها، فنصف ان لم يكن اكثر من وقت العمل يقضيه في امور ليس لها علاقة بعمله، اما في تصفح الوات ساب او المكالمات الهاتفية او الزيارات بين المكاتب مستغلا بطبيعة الحال غياب قياس مستوى الاداء الذي يفترض ان يكون مفعلا او رقابة المسؤول الذي هو الاخر لا يملك الوقت لذلك نتيجة حجم العمل لديه او تركيزه على اهتمامات اخرى تتعلق بمصالحه الشخصية، اتدرون ماهي المفارقة الغريبة ؟ عندما تجد مسؤولا يشتكي من تعطل مصلحه له في مؤسسة خدمية اخرى، وهو في الاساس يعمل في مؤسسة خدمية تمارس نفس ذلك التعطيل الذي يشتكي منه، وبالتالي فان هناك خللا في معظم المنظومة الخدمية التي يفترض ان تحظى بمعالجة مركزية من اجل استئصال هذا الداء المستمر المعطل للمصالح.
إن الإسراع في انها اجراءات مصالح الناس ومطالبهم لاشك سينعكس ايجابا على الاداء الحكومي الجديد المنتظر، وسيخلق ثقة بينها وبين طالب الخدمة الذي لا يزال يعاني من صعوبة الحصول على الخدمة في الوقت المحدد وبالسهولة والسرعة المطلوبة، فإذا كانت هناك لاتزال ثمة صعوبات تواجه هذه المؤسسات نتيجة عدم كفاءة من يقومون على تقديم هذه الخدمة، فالاجدر تحريكهم من تلك المواقع واستبدالهم بكفاءات تقدر اهمية ان تكون مصالح الناس تحظى لديهم بالاولوية مهما كانت مسمياتهم الوظيفية، وان المؤسسة الخدمية لديها القدرة على التفاعل الايجابي مع توجه الحكومة من خلال رؤيتها للعشرين سنة القادمة، ومن ابرز ما جاء فيها رفع مستوى جودة الخدمة المقدمة عبر منظومة وبرامج الكترونية خدمية تختزل ذلك الوقت الذي كانت تستغرقه المعاملة في السابق من اسابيع وشهور واحيانا سنوات الى دقائق واحيانا ساعات معدودة، فهل سنبقى ننتظر هذا الحلم سنوات اخرى لكي يتحقق وتبقى المعاملة واقفة ؟ أم ان الفرج سيكون قريبا ؟

[email protected]