كتب - خالد بن خليفة السيابي:
تصوير- إبراهيم الشكيلي:
■ ■ أقيمت في مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم ضمن خطة النشاط الثقافي صباح امس الإثنين محاضرة (اللغة العربية بين المتغيرات العالمية)، قدمها الدكتور محمود بن سليمان الريامي الأكاديمي بجامعة السلطان قابوس وبحضور سعادة حبيب بن محمد الريامي رئيس المركز ونخبة من الكتاب والأدباء والمثقفين. ■ ■
■ محمود الريامي تطرق لعدد من النقاط الجوهرية
تضمنت المحاضرة عددا من النقاط والمحاور التي تطرق لها الدكتور محمود الريامي، حيث قال: اللغة جزء من حياة الناس العامة وتراثهم الثقافي، وتفعيل الدور الحضاري للأمة مطلوب حتى تنهض اللغة وعلومها برفقة بقية العلوم الإنسانية والميدانية والمعملية والتجريدية، فلا يمكن أن تهتم نهضة في جانب واحد من حياة الأمة دون بقية الجوانب، لأن النهضة حركة متكاملة، وكل يتقاسمه الأجزاء، وليس أجزاء بمعزل عن الكل.
وأشار أن انتشار العامية بهذا الشكل يثبت لنا أن اللغة العربية أصبحت مجرد لغة تخاطب وتواصل، وليست لغة علم واختراعات، فالفصحى محصورة في تدريس اللغة العربية ولا نسمعها إلا في المؤتمرات الرسمية ونشرات الأخبار.
وأضاف: نحن اليوم نعيش زمانا الذي يكون اقتصاده قويا يبقى ويفرض ثقافته على الجميع مثل ما تفعله أميركا (أقوى اقتصاد في العالم).. إن كان العرب يريدون أن تنتشر لغتهم يجب أن يتكاتفوا على صعيد واحد في جميع الاتجاهات لكي تبقى لغتهم خالدة في العالمين بحيث يكون اقتصادهم واحدا كوحدة الاتحاد الأوروبي كقوة اقتصادية.
وأكد ( الريامي): اللغة العربية في حاجة إلى نهضة وتجديد وإحياء وتعريب كثير من العلوم، حيث انتشرت الحضارة ووجدوا أنفسهم إزاء آلاف من الكلمات والتعبيرات الأجنبية لا يستطيعون نقلها إلى اللغة العربية.
وحول الخطر التي تواجهه الغة العربية قال : الخطر الأكبر للغة العربية في ظلال العولمة يأتي من تهميشها تدريجيا، حيث تحل محلها اللغة الإنجليزية باعتبارها لغة عمل وتواصل وأنها تمتلك مقومات القوة والهيمنة والسيطرة على اللغات الأخرى.
وأشار : إن اللغة هي هوية الأمة الحضارية، والتمسك بها والسعي إلى إحيائها وتطوير الدراسات حولها دعامة من أولى دعائم النجاح الحضاري لكل أمة تسعى أن يكون لها مستقبل مشرق في الغد القريب. وقال لابد من تعاون كافة أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة في هذا الصدد، وإبعاد شبح العاميات التي تهدد الفصحى في العالم العربي. وفي ختام المحاضرة أكد ( الريامي): إن الحفاظ على الهوية والذاتية الثقافية للأمة واجب مقدس في عصر العولمة، ولغتنا هي رمز كياننا وعنوان شخصيتنا العربية وهويتنا الثقافية، إلا أن ذلك كله لا ينفي أهمية الانفتاح على الثقافات الأخرى في جو من العقلنة، وذلك لأن الحفاظ على الهوية لا يعني الجمود بل هو عملية تتيح للمجتمع أن يتطور ويتغير دون أن يفقد هويته الأصلية.
الريامي: اللغة جزء من حياة الناس العامة وتراثهم الثقافـي