مسقط -العمانية: صدر عن دار لبان للنشر أخيرًا كتاب (وجاءته البشرى) للمؤلفة أزهار بنت سيف البسامية، يتضمّن مجموعة من ذاتيات الكاتبة ورؤاها نحو الحياة.
وتُشير المؤلفة في مقدمة كتابها إلى أنه (في كثيرٍ منَ الأحيان نحنُ لسنا بحاجةٍ إلى أن نخوضَ نفس المعاركِ التي خاضها السابقون في حياتِهم، ونكتفي بأن نسمَع من أحدِهم، أو نقرَأ لآخرِهم ونأخذ بعدها منهُ ما يلزم لِنبقى متأهِّبين للحربِ في حالةِ حدوثها، ومن بعيد نطالبُ بالسلم لأننا حِينها سنكونُ على درايةٍ تامةٍ بأن السلمَ هو الأنسبُ حقًّا).
وأضافت أن بين سطور وجاءَتْهُ البُشرَى، نجدُ واقع الحياةِ وكأنَّه يتجسّدُ أمامنا، فقط علينا أن نخوضَ قراءتهُ بين الصفحاتِ قبل أن نخوضَه في واقعِ الحياة؛ لنخرجَ برايةِ السلام ولا يعني ذلك أبدًا أن نخرجَ مُستسلمين، وإنما لئلا نخوضَ معارك نحنُ في غِنىً عنها، وحينها ليس عَلينا إلا أن نجمَع الغنائمَ بلا حرب.
وتتنوّع عناوين الكتاب بين جملة من إيقاعات الحياة، وتقدّم خلاصة تجربتها من خلال رسائل، تبدأها بـ(احتواء) من خلال قصة (أسماء) والتي ترى أنها لم تكُن بحاجة إلى شيءٍ سوى الاحتواء لكي تُصبح بخير، ولم يكُن الاحتواءُ شيئًا صعبًا بتاتًا، ولم يكُن ليكلّف شيئًا أيضًا، غاب ذلك عن أقربِ الناس إليها ظنًّا منهم بأنها قويةٌ بما فيه الكفاية لتتحمّل كل ذلك، مُستهينين بأن شيئًا بسيطًا كهذا قادرٌ على أن يُحييها في اليوم ألفَ مرة.
وتمضي البسامية في اختيار ما تشعر أنه جديرٌ بمقاسات أجمل لتعاملنا مع فن العيش، وتختتم كتابها بعنوان (لقاء)، مُشيرةً إلى أنه يُحتمُ علينا أحيانًا أن نُؤمن بالنهايات، على الرغم بأنني لا أظُن بأن أحداث الحياة تنتهي، فنحنُ إما أننا ندفِن أحداثها بأعماق القلب لتُربكنا بين حينٍ وآخر، أو أنها تظلُّ عالقةً في العقل لتُبصِرها العين وكأنها وليدة اللحظة، مُضيفةً أنه “بكل الأحوال، علينا أن نصنعَ من النهايات التي نظنُّ بأنها حدثت، ذكرياتٍ جميلة تأخُذنا للعيشِ بسلام، بحيث لا نتصارعُ معها أبدًا، وبعدها نخلُق منها بداياتٍ أجمل تحلق بنا حيثما نُريد.