صدر عن دار سؤال اللبنانية كتاب سردي جديد للكاتب العماني حمود سعود بعنوان "المرأة العائدة من الغابة تغني"، هو الثاني له بعد مجموعته القصصية الصادرة عن دار الانتشار العربي "عمامة العسكر".تضمن الكتاب تسعة نصوص سردية تقتنص أجواءها من معين الطفولة والحياة القروية المضمخة بالبراءة والنقاء يعبر عنها بوضوح المقطع الأول من النص الأول في الكتاب المعنون "مرثية أولى للظلِّ" ، حيث يكتب : "مبتدئاً متأخراً جداً في الذاكرة، سيحفرُ الطفل دموعه ليكتب للظلِّ مرثيةً؛ ولكي يُؤثث لأحلامه بعض ما تساقط من الحكايات. سيحرثُ مقابر القرية ليجدَ شاهداً لقبر امرأة أو لقبر طفل ضمّه الموت باكرا في ليل بعيد، ليسمع بكاء أو ليمسح دموع العابرين. ما يطفو على ماء الطفولة ستحرقه شمس الكتابة" .. هذه الكتابة وشمسها تطلان بلغة مكثفة هي أقرب الى الشعر كما نجد على سبيل المثال في نص "القافلة وكلب الوالي" ، الذي تلعب فيها اللغة دوراً محوريا يؤدي الى تسارع الأحداث : "على السارد الفضولي أن يتبع القافلة ـ إذا كان راغبا أن يكمل نصف الحكاية ـ ليسأل الإبل عن أصحاب القافلة، وعن ذنب الكلب" ، وفي نص "ملاك يرعى ضحكات الأطفال في المقبرة" يرثي حمود سعود الطفلة فدوى الراشدية ابنة صديقه التي خطفها الموت باكرا "كنتِ تطاردين غيمة، وكنتِ ترسلين أغنية للسماء، وكان يوم جمعة، وكان الوقت غروبا، لذا رحلت يا فدوى والبياض يرافقك، كانت روحك خفيفة فحملتها الغيمة إلى البعيد. هناك حيث بياض الملائكة" ، أما نص "موسم الضوء وحصاد الضجر" - وهو أطول نصوص الكتاب ـ فيسرد حكاية شاب حالم " بوطن أجمل، تصدمه الأسئلة والخيبات، تحاصره الدموع، يتدثّرُ بالعزلة أحيانا. وبدهشة الأشياء أحيانا أخرى".. في حين يقدم النص الذي حمل عنوان الكتاب "المرأة العائدة من الغابة تغني" ـ وهو من أجمل نصوص هذه المجموعة ـ سرداً آسراً لحكايات مجموعة من الناس من جنسيات مختلفة ـ بينهم عمانيون - تلاقوا في أحد مستشفيات الهند في رحلة علاجية وجمع بينهم حب الحياة والحنين للوطن والحلم بغد أجمل . واضافة الى هذه النصوص حوى الكتاب أيضا نصوصاً أخرى هي "حمامة"، و" الموت في الجبال، والحياة في الذاكرة"، و"مقهى و" ماء الحكاية" . يشار الى أن حمود سعود الراشدي فاز بعدد من الجوائز المحلية في كتابة القصة ، وينشر نصوصه بانتظام في عدد من الصحف العربية منها مجلة نزوى .