عواصم ـ وكالات: ضربت عاصفة ثلجية عددا من المناطق بالشرق الأوسط أمس مما أثر على انخفاض قياسي في درجات الحرارة بعدد من دول المنطقة، مما أثر بشكل مباشر على اللاجئين السوريين في كل من لبنان وتركيا والأردن، كما أثرت العاصفة بشكل مباشر على منكوبي قطاع غزة من أصحاب البيوت التي دمرها العدوان الهمجي الإسرائيلي على القطاع العام المنصرم، ففي لبنان فرضت العاصفة الثلجية حصارا على العديد من اللاجئين السوريين الذي يعيشون في خيم في شرق لبنان، وغطت الثلوج نحو أربعين خيمة في مجدليون قرب مدينة بعلبك في مخيم يقع ضمن منطقة تسببت العاصفة بقطع المواصلات عنها. وتوفي رجل وطفل سوريان في جنوب شرق لبنان في العاصفة الثلجية التي تضرب هذا البلد ودولا أخرى في المنطقة والتي تسببت أمس الأربعاء بمحاصرة خيم للاجئين السوريين في عدة مناطق لبنانية. وقال مصدر في الصليب الأحمر اللبناني إن "رجلا وطفلا يبلغ من العمر ست سنوات توفيا في منطقة شبعا" في جنوب شرق لبنان بعدما حاصرتهما العاصفة. من جهتها، أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام عن "وفاة الراعي السوري عمار كمال (35 عاما) في منطقة الرشاحة في شبعا جراء العاصفة، كما توفي طفل سوري (...) كان بطريقه مع والده وشقيقه عبر الطريق الجردية إلى شبعا". وفي تركيا, يبقى حال ملايين السوريين الأكثر سوءًا في ظل عدم وجود مواد للتدفئة وملابس أو حتى سقف يقيهم سماكات الثلوج. وتتركز بؤرة المنخفض الجوي في فوق جزيرة قبرص وتركيا البلد الذي يستقبل مليوني لاجئ سوري على أراضيه, بحسب رئيس حكومتها أحمد داوود أغلو, حيث إن 220 ألف شخص منهم يعيشون في 8 مخيمات تتركز جميعها جنوب تركيا (عثمانية, وغازي عنتاب, وكلس, وهطاي, وشانلي أورفة) بينما نسبة 5-10 % منهم لا يملكون مأوى ويعيشون في الحدائق العامة والشوارع، بحسب منظمة العفو الدولية. أبو إسماعيل رجل كبير السن من محافظة حلب يقيم في شوارع اسطنبول تحدث عن معاناته لإحدى الفضائيات العربية, "نحن نقيم بالأنفاق بعد الساعة 11 ليلاً أثناء الأمطار نحتمي بمداخل الأبنية, ولكن الأهالي يخافون منا ليلاً فيطلبون البوليس.. الجو بارد ننام على كرتونه وغطائنا أي حرام مرمي جنب الحاوية". وتعتبر تركيا بالرغم من ذلك أرأف بالسوريين من لبنان الذي يستقبل 1.7 مليون لاجئ أو ضيف, بحسب المسؤولين اللبنانيين, حيث يتوزعون 18% منهم على 1400 مخيم عشوائي حول المدن والبلدات أغلبيتها في منطقتي البقاع وعكار بينما الباقي في داخل المدن والبلدان بظروف إنسانية غاية بالصعوبة تقارب صعوبة الحياة في الخيام. وفي قطاع غزة ترك وائل خيمته التي يقيم فيها فوق انقاض منزله المدمر في حي الشجاعية اثر المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة والمنطقة ويزيد من معاناة اصحاب البيوت المدمرة في القطاع. ويقول وائل الشيخ (37 عاما) انه اضطر للتوجه الى منزل احد اقاربه خوفا من اقتلاع الرياح الشديدة لخيمته التي يقيم فيها مع اثنين من أبنائه مؤقتا إلى حين إعادة إعمار المنزل المكون من طبقتين والذي دمر كليا في الحرب الأخيرة. وأعلنت حالة الطوارئ في الأراضي الفلسطينية لمواجهة آثار هذا المنخفض الجوي المصحوب بانخفاض كبير في الحرارة وبعواصف وثلوج. ويؤكد رائد الدهشان المسؤول في جهاز الدفاع المدني في غزة أن "الوضع صعب للغاية في هذه العاصفة، نتعامل مع حالات الطوارئ التي يبلغنا بها المواطنون لكن عدم توفر معدات يعطل عملنا". وأشار الدهشان إلى أنه تم "تشكيل غرفة عمليات مركزية للطوارئ تضم البلديات ووزارة الإشغال والدفاع المدني وشركة الكهرباء لمعالجة الحوادث" مشيرا إلى أزمة الكهرباء التي يعاني منها القطاع والتي "تفاقم الأوضاع صعوبة". وبسبب التشغيل الجزئي لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة لعدم توفر وقود صناعي يحصل مواطنو القطاع البالغ عددهم 1,8 مليون شخص على ست ساعات يوميا من التيار الكهربائي. ويستخدم كثير من المواطنين الشموع للإنارة وإشعال الحطب للتدفئة . وفي الأردن قررت الحكومة الأردنية الأربعاء استمرار تعطيل المدارس والجامعات والدوائر الرسمية اليوم الخميس ولليوم الثاني على التوالي بسبب اشتداد العاصفة الثلجية التي تضرب المملكة ودول أخرى في الشرق الأوسط، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية. وقالت الوكالة إن "رئيس الوزراء عبد الله النسور قرر تعطيل الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية أعمالها اليوم الخميس، نظرا للظروف الجوية السائدة".