صنعاء ـ وكالات: قتل 33 شخصا وأصيب عشرات آخرون بجروح في وقت مبكر أمس الأربعاء في انفجار سيارة مفخخة أمام كلية الشرطة في صنعاء، بينما كان العشرات من الطلاب يتقدمون للانتساب إلى الأكاديمية. من جهتها أدانت دول مجلس التعاون الخليجي بشدة حادث التفجير الإرهابي الذي وقع أمام كلية الشرطة في صنعاء وأدى إلى مقتل وجرح العشرات . وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني في بيان له إن" دول مجلس التعاون تدين بشدة هذه الجريمة البشعة التي تتنافى مع جميع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية" ، وتعرب" عن دعمها ومساندتها لليمن الشقيق في هذه الظروف الصعبة والمؤلمة التي يمر بها ". وعبر الأمين العام لمجلس التعاون "عن أمله في سرعة الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية". وهرعت سيارات الاسعاف وقوات الأمن إلى المكان لإغاثة المصابين ونقل الجثث التي تكدست بالقرب من جدار الكلية. وكان المئات من الشبان، لاسيما الجامعيين، وصلوا من ساعات الفجر الأولى إلى المكان للوقوف في طابور بانتظار التسجيل للدخول إلى كلية الشرطة. وأكد نائب مدير شرطة العاصمة العميد الدكتور عبدا لعزيز القدسي في بيان مقتضب نشرته وكالة الأنباء الرسمية أن الهجوم أسفر عن 33 قتيلا و62 جريحا. وفي وقت سابق، قال أمين العاصمة عبد القادر هلال لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الهجوم "عملية إرهابية بتفجير سيارة مفخخة بالقرب من بوابة كلية الشرطة بصنعاء فجر أمس" الأربعاء. وبحسب هلال، فإن التفجير استهدف الطلاب الذي كانوا متجمعين أمام الكلية للتقدم للتسجيل فيها. وذكرت مصادر أمنية وشهود عيان، أن حافلة صغيرة مفخخة كان مركونة أمام بوابة الكلية وتم تفجيرها عن بعد. واختلطت الدماء والأشلاء بالمحروقات المتسربة من السيارات، فيما أدى الانفجار إلى احتراق العديد من السيارات التي كانت مركونة في محيط الكلية. وتحولت السيارة المنفجرة إلى أجزاء صغيرة تبعثرت على مساحة واسعة، فيما قامت قوات الأمن بجمع قطع السيارة المفجرة. وشوهد المسعفون وهم يلتقطون أشلاء بشرية. وقال أحد شهود العيان "أنها مجزرة بكل معنى الكلمة". وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورا لجثث مكدسة في مكان الانفجار ولاضرار فادحة في المباني. وتم نقل المصابين والجثث إلى عدد من المستشفيات في صنعاء، فيما أفادت مصادر طبية أن الحصيلة قد تكون مرشحة للارتفاع. ووجهت وزارة الصحة نداء عاجلا إلى المواطنين للتبرع بالدم بسبب وجود حاجة ماسة للدم لدى المستشفيات التي تعالج المصابين. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية تعليق عمليات التسجيل في كلية الشرطة لمدة أسبوع. ولم يتضح ما إذا كان بين القتلى نسبة مرتفعة من المناصري للمسلحين الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة اليمنية في 21 سبتمبر، والذين يسعون بحسب مصادر محلية إلى تعزيز حضور أنصارهم في القوات الأمنية والجيش. وقال أحد قياديي اللجان الشعبية، وهو الاسم الذي يتخذه المسلحون المناصرون للحوثيين، أن من يقف خلف الهجوم هم "عناصر استخباراتية تكفيرية تابعة لتنظيم القاعدة". واعتبر أن "التكفيريين يريدون إجهاض ثورة 21 سبتمبر" في إشارة إلى سيطرة الحوثيين على صنعاء. ووقع الهجوم بعد سلسلة من الهجمات التي شهدها اليمن في الأسابيع الأخيرة واستهدفت خصوصا تجمعات المسلحين الحوثيين، وقد نسبت إلى تنظيم القاعدة الذي توعد بحرب من دون هوادة على الحوثيين. وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن تفجير القنبلة تلك في رسالة نشرت على مواقع جهادية.