■ ■ مسقط ـ العمانية:
أطلقت مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية أمس البوابة العمانية للشراكة الوقفية “وقف” بهدف خدمة العمل الوقفي في السلطنة وتعزيز مفهوم الوقف في المجتمع، وتقديم خدمات إلكترونية للمؤسسات الوقفية، وتسهيل عملية الوقف.■ ■

جاء ذلك ضمن أعمال الملتقى الوقفي الأول الذي نظمته مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية بالشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الدينية تحت رعاية معالي الشيخ الفضل بن محمد الحارثي أمين عام مجلس الوزراء.

وتسعى البوابة العُمانية للشراكة الوقفية “وقف” إلى تقديم خدمات متنوعة تُسهّل عملية الوقف إذ تجمع المؤسسات الوقفية والأسهم الوقفية في منصة إلكترونية واحدة وتقدم البوابة معلومات حول المؤسسات الوقفية والأسهم الوقفية وأنشطتها وطرق التواصل معها وتأتي المنصة بدعم من صحار الإسلامي.
وألقى سماحة الشيخ أحمد بن حمد بن سليمان الخليلي، المفتي العام للسلطنة ومؤسس مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية، كلمة افتتاحية قال فيها: إذا كان الإنفاق كله مما يُقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ويبلغ الناس الدرجات العُلا يوم القيامة، فإن خير الإنفاق ما كان باقيًا بعد أن ينتهي عمر الإنسان المحدود.
وأضاف سماحته: وخير هذه الأعمال إنما هو النفقة الجارية التي يستمر أجرها؛ لأجل هذا كان لا بد من تقوية روح التعاون بين الجميع من أجل القيام بهذه المسؤولية فإن الإنسان قليل بنفسه كثيرٌ بأخيه، والعمل الذي تقوم به الجماعة يكون عملًا مباركًا.

وأكَّد سماحته في كلمته ضرورة توعية الناس جميعًا لأجل المسارعة إلى المشاركة في هذا العمل الخيري الذي يُقرب إلى الله سبحانه وتعالى زُلفى داعيًا الناس إلى مشاركة الأعمال الخيرية، كما دعا المؤسسات الوقفية أيًّا كانت إلى توطيد الصلة بذوي العلاقات بها سواء كانت علاقتها بالمؤسسات الرسمية أو الأهلية لأجل بلوغ أهدافها في هذه الحياة وأداء رسالة الخير إلى العالم أجمع.

وأشار الشيخ عبدالرحمن بن أحمد بن حمد الخليلي عضو مجلس الإدارة وأمين السر بالمؤسسة في كلمة المؤسسة إلى أنَّ فكرة الملتقى قائمة على ترسيخ وتمكين أسباب التكامل والتواصل بين شركاء القطاع الوقفي من مؤسسات وأفراد بغية تحقيق قاعدة متينة للشراكة الوقفية.
وأضاف: إن وجود منصة لتبادل الخبرات ومشاركة التجارب بين العاملين والشركاء والداعمين لهذا القطاع يمثل إضافة نوعية ولبنة جديدة في جسر العودة بالوقف إلى دوره الحضاري، فإن للوقف مكانة وعمقًا خاصًّا في الحضارة الإسلامية.

وقال: علاقة التجربة العمانية بالأوقاف مع العناية بها والحرص على تطويرها باستمرار نابع من خيرية ووعي وفق الله لها أهل هذه الأرض الطيبة، وقد جاء مشروع المؤسسات الوقفية الذي أطلقته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حديثًا كقالب عصري يتناسب ومُتطلبات المرحلة الراهنة، من حيث بنيته التشريعية وهيكلته الإدارية التي تؤسس لمنظومة جديدة تحقق للوقف مزيدًا من الصيانة والنماء والديمومة”.

من جانبه قال عبدالعزيز بن مسعود الغافري، المدير العام المساعد للأوقاف والأموال وإعمار المساجد ومدارس القرآن الكريم لشؤون الأوقاف وبيت المال في كلمة للوزارة: “مثل هذه الملتقيات تسهم في تطوير العمل الوقفي و الخيري باعتباره جزءًا من الواجب الإنساني من خلال حرص مُنفذيها على تحديث آلياته ليتماشى مع مستجدات العصر الحديث”.

وأضاف: يُناقش الملتقى موضوعات مهمة تُعنى بقدرة الأوقاف على العصرنة في الموقوفات والحداثة في نظمه الشرعية والقانونية بهدف تقديم النماذج لمشروعات وقضية مُستحدثة تتعاطى مع احتياجات المجتمع المعاصر لتخفيف معاناة الإنسان.
وهدف الملتقى الوقفي الأول إلى تعزيز التواصل والتعاون بين المؤسسات الوقفية في السلطنة عبر تبادل الخبرات ونقل التجارب فيما بينها وتطوير الجوانب المتعلقة بإدارة الأوقاف لدى المؤسسات الوقفية بالسلطنة، إضافة إلى إبراز أهمية وجود المؤسسات الوقفية ودور الأوقاف فـي تنمية المجتمع والإسهام في تطوره وتقدمه وتفعيل الشراكات بين المؤسسات الوقفية وبين المؤسسات العامة والخاصة.

وشهد الملتقى توقيع برنامج تعاون بين مؤسسة سراج الوقفية ومؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية وقعتها معالي الدكتور رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار رئيسة مجلس إدارة مؤسسة سراج الوقفية فيما وقعها من جانب المؤسسة خليل بن أحمد الخليلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية.

كما شهد الملتقى إطلاق السهم الوقفي لهيئة تنظيم الاتصالات ويهدف لتعزيز كفاءة خدمات التقنية والاتصالات في المؤسسات التعليمية وتوقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية وقعها من جانب الهيئة عمر بن عبدالله القتبي مدير تنفيذي أول لقطاع الاتصالات فيما وقعها من جانب المؤسسة الشيخ خليل بن أحمد الخليلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية.

ووقع عبد الواحد المرشدي رئيس مجموعة الصيرفة الإسلامية بصحار الإسلامي مذكرة تفاهم لدعم البوابة العمانية للشراكة الوقفية كما وُقِّعت مذكرة تفاهم مع بنك نزوى لدعم برنامج تعزيز الوعي الوقفي.

ولفت عمر بن عبد الله القتبي مدير تنفيذي أول لقطاع تنظيم الاتصالات بهيئة تنظيم الاتصالات ورئيس السهم الوقفي إلى أنَّ الهدف من مُبادرة السهم الوقفي التقني هو رفع كفاءة خدمات التقنية والاتصالات في المؤسسات التعليمية من خلال توفير مصادر تمويل مُستدامة لتعزيز التعليم التقني في المؤسسات التعليمية بالسلطنة.

وأضاف أنَّ الجوانب التي تُغطيها المبادرة هي المساهمة في تكلفة أجهزة التقنية والاتصالات اللازمة لتعزيز التعليم التقني بالمؤسسات التعليمية في السلطنة، وسيذهب جزء من عوائد السهم الوقفي، لتوفير التكلفة الشهرية للاشتراك في باقات خدمات الاتصالات لبعض المؤسسات التعليمية.
وذكر أنَّ المبادرة في تغطية تكلفة الدورات التدريبية وتجهيزات بعض المختبرات وتوفير الدعم المالي للاختراعات والابتكارات العلمية الطلابية في مجال التقنية والاتصالات والذكاء الاصطناعي والتقنيات المُتقدمة التي تخدم القطاع، إضافة إلى المساهمة في توفير أجهزة تعليمية تقنية لطلاب أسر الدخل المحدود والضمان الاجتماعي مؤكدًا أن إطلاق السهم الوقفي يأتي تعزيزًا لدور الهيئة في تنظيم قطاع الاتصالات وتمكين عملية التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية.

من جانبه أشار عبدالواحد المرشدي، رئيس مجموعة الصيرفة الإسلامية بصحار الدولي، إلى أنَّ المجموعة قامت بدعم البوابة العُمانية للشراكة الوقفية “وقف” التي بدورها تجمع الأسهم الوقفية تحت منصة واحدة بهدف تسهيل مشاركة الجمهور الراغبين للإسهام في منظومة الأوقاف في السلطنة مؤكدًا على حرص المجموعة في تعزيز دورها الريادي تجاه خدمة المجتمع، حيث تأتي هذه المبادرات في إطار برنامج المسؤولية الاجتماعية لصحار الإسلامي.

وأكَّد خالد بن جمال الكايد الرئيس التنفيذي لبنك نزوى أنَّ المؤسسات الوقفية في الوقت الراهن تُشكل عاملًا من عوامل الرفد المجتمعي، وعليه يتحتم تفعيل الدور التكاملي بين القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية لدعم المؤسسات الوقفية، مضيفًا أن البنك سيستمر في دعم جهود المؤسسات الوقفية الرامية إلى نشر الوعي حول مفهوم الوقف وتأثيره على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي.

تضمن الملتقى إقامة ٣ جلسات نقاشية تناولت محاور الشراكة الوقفية تكامل وتعاون وآلية إدارة المؤسسات الوقفية ومحور الاستثمار في المؤسسات الوقفية بمشاركة ١٧ مُتحدثًا واستعرضت الجلسات التعاون والتكامل في العمل الوقفي، وآلية إدارته والاستثمار في المؤسسات الوقفية.

وأقيمت على هامش الملتقى ٣ حلقات عمل مُصاحبة تُعنى بتطوير القطاع الوقفي جاءت بعنوان حوكمة المؤسسات الوقفية ودراسات الجدوى للمشاريع الاستثمارية الوقفية والتسويق للمؤسسات الوقفية. وسعى الملتقى الوقفي الأول إلى الجمع بين المؤسسات الوقفية والمشتغلين والمهتمين في مجال الأوقاف من ناحية، والداعمين لهذا القطاع ومُمكنيه من ناحية أخرى.