مسقط ـ عواصم ـ وكالات: بلغ سعر نفط عمان تسليم شهر مارس القادم أمس "75ر47" دولار، وأفادت بورصة دبي للطاقة أن سعر نفط عمان شهد ارتفاعاً بلغ "72" سنتاً عن سعر أمس الأول الاربعاء الذي بلغ "03ر47" دولار.
تجدر الإشارة إلى أن معدل سعر النفط العُماني تسليم يناير الجاري بلغ "78" دولاراً و"24" سنتاً للبرميل مسجلاً بذلك انخفاضاً بلغ 8 دولارات و72 سنتاً مقارنة بسعر تسليم شهر ديسمبر المنصرم.
وانتعش برنت إلى حوالي 51 دولارا للبرميل أمس الخميس وسط سجال بين المراهنين على الصعود والهبوط بحثاً عن الحد الأدنى للسعر في ثاني أكبر موجة خسائر على الإطلاق.
وأنهى النفط خسائر استمرت لأربع جلسات أمس الأول الأربعاء بعد أن تراجعت مخزونات الخام الأميركية على غير المتوقع الأسبوع الماضي حيث أظهرت البيانات أن الاقتصاد الأميركي مازال متيناً في خضم تباطؤ النمو العالمي، وتدعمت الأسعار باحتمال أن تسجل واردات الخام الصينية مستوى قياسياً مرتفعاً في ديسمبر.
وارتفع برنت إلى 51.91 دولار للبرميل لكنه تحول إلى النزول مع فتح الأسواق الأوروبية. وتراجعت الطلبيات الصناعية الألمانية أكثر من المتوقع في نوفمبر في تذكير بأن تعافي أكبر اقتصاد أوروبي مازال هشاً.
وارتفع سعر برنت تسليم فبراير سبعة سنتات إلى 51.22 دولار، وسجل الخام الأميركي 48.81 دولار بزيادة 16 سنتا بعد أن صعد إلى 49.65 دولار.
وقال دانييل أنج المحلل لدى فيليبس فيوتشرز في مذكرة يومية "نعتقد أن السوق تتحسس قاع أسعار النفط الخام ويبدو حالياً أن 50 دولاراً هو ذلك الحد بالنسبة لبرنت".
وتوقع فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية المتوسطية للطاقة، أن تبدأ أسعار النفط في التحسن الملموس والمؤثر اعتباراً من النصف الثاني من عام 2015، مشيرا إلى أن التراجع الحالي لن يستمر أكثر من ستة أشهر.
وقال ديبيش في حوار مع صحيفة "الاقتصادية" السعودية؛ يُنشر قريبا ضمن الإصدار السنوي "الاقتصاد العالمي 2015"، إنه يعتز كثيرا بوجود منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، على أرض العاصمة النمساوية فيينا؛ مؤكداً أنه يسعد أيضا بالقرارات الصائبة التي يتخذها وزراء نفط الدول أعضاء المنظمة خلال اجتماعاتهم الدورية في فيينا، خاصة الاجتماع الأخير، الذي أحيط بترقب واسع وتكهنات عديدة انتظارا لموقف "أوبك" من الانخفاض الحاد في أسعار النفط.
وأشار ديبيش، إلى أن "أوبك" كانت محقة وموضوعية عندما أبقت سقف الإنتاج على ما هو عليه دون تخفيض، في قراءة جيدة منها لظروف وأوضاع السوق وتحركها بوعي وبدراسات دقيقة لطبيعة الإنتاج والصراعات مع الوافد الجديد من منتجي النفط الصخري، ووضعت عينها نصب الحفاظ على حصتها السوقية ونجحت في تحقيق ذلك.
وتراجع نفط برنت ليسجل ادنى سعر له دون مستوى 50 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أكثر من خمس سنوات خلال جلسة تداولات الأربعاء وسط مخاوف مستمرة حول وفرة في الإمدادات العالمية التي أدت لانخفاض الأسعار.
واعتبر البنك الدولي أمس الأول الاربعاء ان تراجع سعر النفط يشكل "فرصة" لبعض الدول النامية لإعادة بناء احتياطاتها المالية والتحصن ضد صدمة اقتصادية جديدة.
وقالت المؤسسة المعنية بمكافحة الفقر في تقرير "بالنسبة الى عدد معين من الدول المستوردة للنفط، يشكل السعر المتدني للنفط الخام فرصة لتحسين اوضاعها المالية بوتيرة اسرع".
واعتبر البنك ان التراجع الكبير لسعر النفط ينبغي تحديداً ان يتيح لهذه الدول خفض الدعم على مصادر الطاقة الذي يبقي اسعار الوقود في مستويات متدنية لكنه يثقل المالية العامة.
وقال مسؤول الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي كوشيك باسو كما نقل عنه بيان "على الدول المستوردة للنفط ان تقلص او تلغي الدعم على اسعار الفيول وتعيد بناء هامش المناورة لديها على الصعيد المالي".
وبحسب صندوق النقد الدولي فان كلفة دعم مصادر الطاقة في العالم تبلغ 1900 مليار دولار، اي 2,5% من اجمالي الناتج الداخلي العالمي.
واضاف البنك الدولي: ان هذه الموارد الاضافية بالنسبة الى الدول النامية مفيدة جدا في ظروف اقتصادية "غير مريحة".
في المقابل، اوضحت المؤسسة ان تراجع سعر النفط سيرخي بثقله على الاوضاع المالية للدول المصدرة للنفط ونشاطها الاقتصادي.
وتراجع سعر النفط بنسبة تتجاوز 50% منذ يونيو الفائت حتى بات دون سقف الخمسين دولارا للبرميل.