سعيد السيسي:
مما لا شك فيه أن حياة الفرد ما هي إلا انعكاس لطريقة تفكيره، سواء كان تفكيرا إيجابيا أو سلبيا، كما تعد أفكاره انعكاسا لتصوراته ومدى نظرته للأحداث والمواقف المختلفة التي يمر بها في حياته اليومية. فكثيرا ما يعاني الفرد ذو التفكير السلبي من المشاكل الصحية الجسدية والعقلية بسبب نظرته التشاؤمية وفقدانه للأمل، وشعوره الدائم بالتوتر والتي تعيقه من تحقيق أية نجاحات في حياته. على الصعيد الآخر فإن الفرد ذا التفكير الإيجابي كثيرا ما يتمتع بالتفاؤل والأمل والهدوء والسكينة والتحفيز الذاتي التي تساعده على تجاوز الصعوبات، والمنح وتحويلها إلى فرص.
نظرا لأهمية التفكير الإيجابي في حياة الأفراد والمجتمعات، فهناك العديد من الطرق لتطويره وتنميته، ومن أهمها الثقة بالذات من خلال تحديد الصفات الإيجابية، وتقدير القدرات التي وهبك الله سبحانه وتعالى لديك. فكلما زادت ثقتك بنفسك، زادت همتك وعزيمتك وإقبالك على الحياة بكل إيجابية وتفاؤل. كذلك يُنصح بإفراغ عقلك من الأفكار السلبية مثل: أنا غير قادر ولا أستطيع ومستحيل وغيرها من الأفكار السلبية، واستبدالها بأفكار إيجابية مثل: أنا قادر وأستطيع وممكن..إلخ وبصورة تدريجية. بالإضافة إلى قضاء معظم وقتك مع الأفراد الإيجابيين، حيث تجعل البيئة الإيجابية طريقة تفكيرك تتغير نحو الإيجابية شيئا فشيئا مما يساعدك على حب الحياة والتفاؤل. فوجودك في بيئة إيجابية سيجعلك شخصا سعيدا مقبلا على النجاح والسعادة. لا بُدَّ أيضا من التخطيط الجيد من خلال وضعك لأهداف ذكية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد، والتي لا بُدَّ وأن تتسم بالوضوح والقابلية للقياس والتحقيق والواقعية، وتتم وفقا إطار زمني محدد. بعدما تضع أهدافك الذكية. بالإضافة إلى تحمل مسؤولية نتائج وثمار خططك، سواء كانت مثمرة أم تحتاج إلى معالجة. فكلما تحملت المسؤولية، نمى تفكيرك الإيجابي تجاه نفسك أولا، ثم تجاه الآحرين. كما أن لتوازنك النفسي والعاطفي أمرين مهمين يمكنك تحقيقهما من خلال الاسترخاء والتأمل، وكذلك عدم تضخيم المشكلات أكثر من حجمها الطبيعي، فكلما كنت متزنا نفسيا وعاطفيا، كان تفكيرك إيجابيا. تصدى للأفكار السلبية الدخيلة على العقل واقْصِها بعيدا، حيث يصعب أن يكون تركيزك على الشيء ونقيضه في الوقت ذاته، بل وجه كل أفكار نحو الإيجابية من خلال تصور عواقب التفكير السلبي مثل الفرد الباحث عن عمل لديه نظرة تشاؤمية من مدى احتمالية قبوله في إحدى الوظائف المعروضة عليه قبل التقدم لها. وعليه، ستضمحل فرص اجتيازه للاختبارات والمقابلات الشخصية لهذه الوظيفة. وأخيرا تحكم في ردود أفعالك وسيطر على انفعالاتك مثل ظاهرة الازدحام المروري، فبدلا من التركيز على الزحمة والشعور بالسخط والغضب، يمكنك التركيز على قدراتك في التغلب على هذه الصعوبة من خلال تنظيم وقتك والخروج قبل وقت الازدحام بكل إرادتك، وعليه سيصبح تفكيرك تفكيرا إيجابيا، وسوف تجني ثماره من خلال التمتع بالصحة الجسدية والعقلية بسبب البعد عن الانفعالات والاكتئاب والإقبال على الحياة، وتحقيق أهدافك والوصول إلى السعادة. فالفارق الأساسي بين الفرد الناجح والفرد الفاشل هو طريقة تفكيره الإيجابية.