أصبحت السَّلطنة إحدى واحات الأمن والأمان حَوْلَ العالَم، وتتمتَّع بصِيتٍ واسعٍ، وصَلَ لأنْ يكون أحد مقوِّماتها المُحفِّزة على جلْب الاستثمارات الخارجية؛ وذلك بفضل ما تمتلكه من منظومة عمل شُرطية ذات كفاءة كبيرة يشهد لها القاصي والدَّاني، منظومة أمنية مميَّزة تعتمد على كوادر بَشَرية مؤهَّلة على أعلى المستويات، تلقَّت تدريبًا ذا جودة عالية، وتعمل وفق أحدث التقنيات المُستحدثة في مجال العمل الشُّرطي، وأضحت إحدى أهمِّ العلامات البارزة لنهضة عُمان المُتجدِّدة.
وتقديرًا لهذا الدَّوْر الوطني المشهود، فقد تفضَّل حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم القائد الأعلى ـ حفظه الله ورعاه ـ فشمل برعايته السَّامية الكريمة احتفال شُرطة عُمان السُّلطانية بِيَوْمِها السَّنوي، الذي يُصادف الخامس من يناير من كُلِّ عامٍ، وتخريج دَوْرات من الضبَّاط، على مَيْدان الاستعراض العسكري بأكاديمية السُّلطان قابوس لعلوم الشُّرطة بنزوى أمس.
إنَّ هذا التكريم السَّامي يأتي ليؤكِّد حرص القائد الأعلى على تكريم تلك المنظومة الشُّرطية الفريدة، التي تُقدِّم الجهود المطلوبة كافَّة لتحقيق الأمن والأمان للوطن والمواطن، علاوةً على التطوُّر الملحوظ في منظومة العمل الأمني والجهود الحثيثة التي تُبذل لتجويد وتيسير الخدمات المُقدَّمة للمواطنين والمقيمين لإنهاء جميع المُعاملات من خلال منظومة إلكترونية مُتكاملة، كما يُعزِّز هذا التشريف السَّامي الدَّوْر العِلمي والتدريبي الذي تضطلع به أكاديمية السُّلطان قابوس لعلوم الشُّرطة التي حرصت على تطوير آليَّات العمل فيها بما يتوافق مع التحوُّلات والتوسُّع النَّوعي في المهام الأمنية، بالإضافة إلى ما يفرضه الواقع من متغيِّرات، ويكون باعثًا حقيقيًّا لدى العاملين في هذه المنظومة المميَّزة، يدفعهم لتقديم أفضل ما يملكون من قدرات وخدمات.
لقد حقَّقت شُرطة عُمان السُّلطانية نجاحها وأدَّت واجبها الوطني بكفاءة واقتدار، واتَّضح ذلك جليًّا في تعامُلها مع جميع المُستجدات والأحداث، كالتَّعامل مع الأنواء المناخية والحالات الطارئة، وجائحة كورونا، واستخدام التقنيات الحديثة لتجويد وتبسيط الخدمات الشُّرطية، إلى جانب الإنجازات التي تحقَّقت في المجالات الجنائية والمرورية والجمركية، كما تحرص شُرطة عُمان السُّلطانية على توفير التغطية الأمنية والحضور الشُّرطي في جميع المواقع، من خلال مراكز الشُّرطة المُنتشرة في أرجاء السَّلطنة. وممَّا يُعبِّر عن الجهود التي تبذلها الشُّرطة، وتعكس ملامح التطوُّر بها، المُؤشِّر الجُرمي لعام 2020م الذي سجَّل انخفاضًا نسبيًّا في الجرائم المتعلِّقة بالمجتمع، كجرائم السَّرقة والابتزاز الإلكتروني، وغسْل الأموال والحريق عمدًا، وهي جهود كبيرة تتحقَّق بسواعد عُمانية، وعيون ساهرة، تجلب إلينا المزيد من الأمن والأمان؛ بفضل العناية السَّامية من لدن جلالة السلطان المعظَّم ـ أبقاه الله ـ، وما يُوفِّره من دَعْمٍ كبير يُلبِّي احتياجات تلك المنظومة الشُّرطية المشهود لها بالولاء للوطن وعاهل البلاد المفدى.
ويعكس هذا النَّجاح الكبير للمنظومة الشُّرطية ما تُولِيه من اهتمام كبير في إعداد وتأهيل مُنتسبيها بما يتوافق مع طبيعة المهام المُلقاة على عاتقها، وينسجم مع التحدِّيات الأمنية المُستجدَّة، من خلال أكاديمية السُّلطان قابوس لعلوم الشُّرطة، وإدارات وأقسام التدريب بمختلف تشكيلات شُرطة عُمان السُّلطانية، والتي تُؤدِّي دَوْرها التَّأهيلي باستخدام أحدَث البرامج التدريبية والتعليمية والتطبيقات العملية التي تُكْسِب مُنتسبي الشُّرطة المهارات اللازمة للتَّعامل مع مختلف القضايا والأحداث الأمنية. لذا فالخامس من يناير هو اليوم الذي يقف فيه جميع مُنتسبي شُرطة عُمان السُّلطانية وقفة فخْرٍ واعتزازٍ لِمَا تحقَّق من مُنجزات شُرطية، وتُعدُّ فترة التأهيل والتدريب في أكاديمية السُّلطان قابوس لعلوم الشُّرطة حجر الأساس في أداء المهام المُوكلة إليهم، فالتخرج من كلِّية الشُّرطة بأكاديمية السُّلطان قابوس لعلوم الشُّرطة مَدْعاةٌ للفَخْر والاعتزاز، وما يزيد طلَّابنا فخْرًا هو الرِّعاية السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظَّم القائد الأعلى ـ حفظه الله ورعاه ـ والتي ستكون حافزًا لهم طوال فترة خدمتهم الشُّرطية.