برلين ـ عواصم ـ وكالات: طالب رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك الغرب باتخاذ موقف موحد تجاه روسيا فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية القائمة حاليًّا. في حين قالت لاتفيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي "إن روسيا تبدي انفتاحا أكبر على حل تفاوضي للنزاع في أوكرانيا، مبدية استعدادها لتخفيف العقوبات بحق موسكو". وقال ياتسينيوك أمس أثناء زيارته للعاصمة الألمانية برلين: "لن يمكننا تحقيق النجاح إلا إذا اتخذنا إجراء مشتركا، إذا اجتمع كل طرف في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا واتحدوا". وفي الوقت ذاته اتهم ياتسينيوك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخرق تعهداته بشأن تسوية النزاع القائم شرق أوكرانيا أكثر من مرة. تجدر الإشارة إلى أن زيارة رئيس الحكومة الأوكرانية لبرلين تستغرق يومين. ويشمل برنامج زيارة ياتسينيوك إجراء مباحثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وتهدف هذه المباحثات لتنفيذ اتفاقات السلام التي تم التوصل إليها في العاصمة البيلاروسية مينسك في سبتمبر الماضي. وقال رئيس الوزراء الأوكراني إن بلاده نفذت جميع تعهداتها، مشددا على ضرورة أن تلتزم روسيا الآن بجميع النقاط التي تم الاتفاق عليها. وقال ياتسينيوك: "اتفاقات مينسك ليست قائمة طعام يمكن للمرء انتقاء الكرز منها". من جهته، قال وزير الخارجية اللاتفي ادجارز رينكيفيكس للصحافيين "ثمة نوع من الانفتاح يمكننا استغلاله"، مؤكدا أن روسيا تعاني اقتصاديًّا جراء العقوبات الأوروبية. وتحدث الوزير الذي يزور نهاية الأسبوع كييف ثم موسكو، حيث يلتقي الاثنين نظيره الروسي سيرجي لافروف، عن "إشارات إلى إرادة معينة لدى روسيا للعمل في شكل أكبر مع الاتحاد الأوروبي". ويعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني بترو بوروشنكو لقاء جديدا منتصف الجاري في الأستانة بكازاخستان في حضور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وسيقرر الأوروبيون في الأسابيع المقبلة مصير العقوبات الاقتصادية الشديدة التي فرضوها الصيف الفائت على روسيا، علما أن مفاعليها تنتهي في يونيو. ويتطلب تخفيف هذه العقوبات إجماع الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد، الأمر غير المتوافر. وأضاف وزير الخارجية اللاتفي "إذا تحسن الوضع شرق أوكرانيا فسندعم بالتأكيد تخفيف العقوبات. علينا أن نظهر ليونة، ولكن إذا لم يسجل تقدم فليس هناك أي سبب لرفع العقوبات". ودافع أيضا بشدة عن استمرار الموقف الأوروبي لجهة "عدم الاعتراف بضم القرم". وشددت رئيسة الوزراء اللاتفية لايمدوتا ستروجوما في مؤتمر صحافي على أن "الوسيلة الوحيدة" للخروج من الأزمة هي "المفاوضات لوقف هذا الجنون".