صالح البارحي:
لعل ما أفرزته مشاركة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في بطولة كأس العرب في قطر ظهر جليا للمتابعين سواء في الوسط الرياضي بالسلطنة أو خارجها ... صحيح أن المنتخب لم يصل إلى مرحلة متقدمة من عمر المسابقة إلا أنه أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن رحلته القادمة عبر هذه الوجوه الشابة تبدو إيجابية مقارنة بما سبقها من منغصات عاشتها مسيرته بين الفينة والأخرى ... حيث حصل الأحمر العماني على إشادة الكثير من النقاد والمتابعين الذين يدركون تماما الظروف التي تعيشها الكرة العمانية بعد أن قدم الفريق مستوى فنيا جيدا أمام أربعة منافسين ثلاثة منهم كانت مواجهاتهم بمثابة الديربي الخليجي ... فيما نسور قرطاج سجلوا افضلية شبه مطلقة على مجريات المباراة التي خرج منها منتخبنا مرفوع الرأس لقلة خبرة لاعبيه أولا وبقراءة غير متأنية من برانكو ثانيا.
بطبيعة الحال ، فإن مثل هذه البطولات التي تقام بنظام التجمع، وبين منتخبات مستوياتها متفاوتة، تمنح المتابعين والكشافين والأجهزة الفنية للأندية مشاهدة أدق تفاصيل أداء لاعبي المنتخبات المشاركة، خاصة وأن البطولة أقيمت على ارض قطر التي جعلت من البطولة بمثابة البروفة الرئيسية لمونديال قطر 2022، فظهر كل شيء نموذجيا ومميزا بدءا من الافتتاح وحتى الختام، ناهيك عن الحضور الجماهيري الذي ابهر العالم خاصة وأن البطولة غابت سنوات طويلة عن الظهور، كل هذه الامور ساهمت في أن تلعب المنتخبات المشاركة بأريحية تامة بعد أن وجدت كل الامور اللوجستية تتوفر لها، وهو ما انعكس على أداء اللاعبين بأرضية الميدان فقدموا مباريات أثبتت للجميع بأن الكرة العربية بخير وبأن لديها مواهب تستطيع أن تصبح نجوما عالمية متى ما سنحت لها الفرصة وبأي مكان كان .
لاعبو منتخبنا كانوا جزءا لا يتجزأ من هذه المتعة الكروية التي شاهدها العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه ، حيث قدموا مباريات رائعة شهدت تألقا واضحا وبارعا لعدد من مواهبنا الكروية ، وخاصة في مواجهات قطر والبحرين وتونس بالشوط الثاني تحديدا، ومن باب أولى فإن ما ينطبق على اللاعبين الآخرين سينطبق على لاعبي منتخبنا من متابعة دقيقة للمهتمين للاستفادة من خدمات النجوم الواعدين، وهو ما حدث بالفعل بعد أن بدأت العروض تصل تباعا للاعبي منتخبنا من الأندية الخليجية، حيث سيغادرنا حارب السعدي وجمعة الحبسي والمنذر العلوي وخالد الهاجري وقبلهم زاهر الأغبري وفايز الرشيدي وجميل اليحمدي ومحمد المسلمي ومن المتوقع أن ينضم لهم أرشد العلوي ، بالاضافة إلى بعض العروض للاعبين آخرين لم تكتمل لأسباب مختلفة، هذا الأمر يؤكد أن احتراف هذه المجموعة خارجيا هو واحد من أهم المغانم التي جناها الأحمر في رحلته بمونديال العرب ... وبأن هناك مواهب كروية قادرة أن تعيد الرحلة الاحترافية الجماعية التي شهدتها الكرة العمانية قبل عدة سنوات مع الجيل الذهبي السابق ... والتي ساهمت في تألق الأحمر الكبير بتلك الفترة .
كلمة أخيرة
تواجد أكثر من ثلثي التشكيلة الاساسية لمنتخبنا في رحلة الاحتراف الخارجي هو نجاح للكرة العمانية وتأكيد على وجود المواهب بالسلطنة ... كلمة شكر لمجلس إدارتي ناديي السيب و ظفار على تسهيل مهمة هؤلاء الفتية للاحتراف خارجيا رغم حاجتهما لخدمات هؤلاء النجوم ... شكرا من القلب ودعواتنا لكم ولهم بالتوفيق .

[email protected]
من أسرة تحرير الوطن