طرابلس ـ وكالات: قالت الحكومة الليبية إن الحوار هو "السبيل الوحيد" للخروج من الأزمة التي تعاني منها ليبيا، التي تغرق في الفوضى والعنف منذ نهاية 2011، كما رحبت ببيان مجلس جامعة الدول العربية بشأن الوضع في ليبيا. وأكدت الحكومة في بيان أمس على "مساعيها الصادقة لقيام حوار وطني شامل يجمع كافة الفرقاء وذلك لوضع أرضية صلبة تنطلق منها ليبيا إلى المستقبل بسواعد جميع أبنائها بمختلف أطيافهم وأفكارهم السياسية دون إقصاء أو تهميش لأي طرف". وجددت "موقفها الثابت من أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي تعاني منها ليبيا في هذه المرحلة وتدعو كافة الأطراف إلى الجلوس على طاولة الحوار لحل الخلاف وعدم اللجوء لسياسة التصعيد واستخدام لغة السلاح لفرض الآراء بالقوة". وأرجأت الأمم المتحدة حتى إشعار آخر جلسة الحوار بين أطراف النزاع في ليبيا التي كانت مقررة الاثنين الماضي، وفق ما أعلن المتحدث باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك. وقال المتحدث إن "اجتماع الحوار هذا كان مقررا لكنه لم يتم"، مضيفا أن رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون "يواصل مشاوراته" للتوصل إلى اتفاق على مكان وموعد الاجتماع. وأوضح أن أحد أسباب الإرجاء صعوبة إيجاد "مكان يلبي كل الموجبات الأمنية". من جهة أخرى رحبت الحكومة الليبية المؤقتة بالبيان الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية في ختام اجتماعه على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية بشأن ليبيا والتي أكدت فيه دعم المؤسسات الشرعية في ليبيا. وقالت إنها " تبدي ارتياحها لما جاء في هذا البيان من نقاط لطالما دعت إليها الحكومة وتبنتها منذ اليوم الأول لتشكيلها". على صعيد آخر أكدت الأمم المتحدة أن القتال في ليبيا تسبب بأزمة إنسانية حيث قدر عدد النازحين بما لا يقل عن 120 ألف شخص يعانون نقصا حاداً في الغذاء والإمدادات الطبية. وأشارت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إلى حالات القصف العشوائي للمناطق المدنية. واختطاف المدنيين والتعذيب والتقارير الواردة عن حالات الإعدام وكذا التدمير المتعمد للملكيات وغيرها من التجاوزات والانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي في مناطق مختلفة من ليبيا. وذكرت أنه في منطقة ورشفانة الواقعة غرب ليبيا أدى القتال المندلع بين الجماعات المسلحة المتحاربة إلى مقتل ما يقدر بـ 100 شخص وإصابة 500 آخرين خلال الفترة الممتدة من أواخر أغسطس وأوائل أكتوبر كما تم تدمير مئات المنازل والمزارع وغيرها من المؤسسات التجارية. وأضافت أن القتال الناشب في جبال نفوسة المحاذية لورشفانة أدى إلى 170 حالة وفاة بينما في بنغازي أفادت التقارير بمقتل 450 شخصا منذ بدء تصعيد العمليات القتالية في أواسط أكتوبر فيما يواجه السكان قصوراً خطيراً في الرعاية الصحية. ولفتت إلى أنه تم تهجير ما يزيد على 15 ألف عائلة من بنغازي من ضمنهم ما يربو على 6005 أشخاص من التاورغاء نزحوا للمرة الثانية. وحث برناردينو ليون الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا جميع أطراف النزاع إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية المسلحة.